«شفيعاً يوم القيامة»
«إن به لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى عليه»، هذا هو القرآن. داخل بيت من بيوت الله يجلس الرجل مرتدياً جلبابه، يتدبر آيات القرآن، يتلوه بصوت عذب، يختلى بنفسه مع ربه، بين يديه كتابه، تكسوه السكينة وتحفه الملائكة، حتى يذكره الله فيمن عنده.. إنه القرآن، يرقق القلوب بتلاوته، ويبهج النفوس بقراءته، ويجذب الناس لسماع ترتيله، ويأتى شفيعاً لأصحابه يوم القيامة، قال سبحانه: «وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِى آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا».
الضوء القادم من وراء ظهره ليس قادماً من قنديل يعلو رأسه، بل هو نور قلبه الذى ينور له الطريق، ويمتلئ بالإيمان. هو واحد من سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ «رجل قلبه معلق بالمساجد»، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «مثل المؤمن الذى يقرأ القرآن كمثل الأُتْرُجَّة؛ ريحها طيب وطعمها طيب».