من الثوار إلى الإخوان: ستعودون إلى السجون لاستكمال أحكامكم
طريقان لا ثالث لهما للخروج من السجون، هما تنفيذ العقوبة أو صدور عفو عن المتهم وفقاً للائحة السجن، لكن الإخوان ومواليهم كان لهم طرق استثنائية فى الخروج من السجون، ما حدا بالنشطاء إلى اعتبار قرارات الضبط والإحضار الصادرة بحق أغلبهم وما يتبعها من أحكام قضائية ما هى إلا سبيل لاستكمالهم العقوبات التى كانوا يقضونها قبل ثورة يناير.
محمد مرسى وعصام العريان وسعد الكتاتنى ومحيى حامد ومحمود أبوزيد ومصطفى الغنيمى وسعد الحسينى، 7 أعضاء من مكتب الإرشاد تم القبض عليهم أثناء أحداث ثورة يناير بناءً على قانون الطوارئ، وفى 29 يناير اقتحمت جماعات مسلحة السجون وأقسام الشرطة، الأمر الذى ترتب عليه هروب السجناء ومن ضمنهم أعضاء الإخوان، دون أن يصدر ضدهم أحكام قضائية.
«اللى دخل بورقة لازم يخرج بورقة» قالها د. هيثم الخطيب المتحدث باسم اتحاد شباب الثوار معلقاً على هروب «مرسى وإخوانه» مؤكداً أن الإخوان لم يتبعوا الطريق القانونية للخروج من السجون.
عام 2006، صدر الحكم على أسعد الشيخة، أحد قيادات جماعة الإخوان، بالسجن لمدة 5 سنوات فى القضية المعروفة إعلامياً بـ«ميليشات الأزهر» لكن «الشيخة» هرب إلى تركيا وظل هناك حتى قيام ثورة يناير ليعود إلى مصر ويحصل على عفو من المجلس العسكرى رغم عدم قضائه العقوبة الأصلية أو حتى عقوبة الهروب.. خيرت الشاطر، الرجل الأول فى الجماعة والعقل المدبر للإخوان، خرج هو الآخر بعفو صحى من المجلس العسكرى.
قبل أكثر من عامين من الآن وتحديداً نهاية فبراير 2011، جلس المتحدث باسم اتحاد شباب الثوار على الطاولة المستديرة، مطالباً أعضاء من المجلس العسكرى بالإفراج عن المعتقلين السياسيين «كان قاعد معانا اللواء محمود حجازى واللواء محسن الفنجرى وكان كلامنا محدد، أفرجوا عن المعتقلين ومكناش مستعدين نتنازل»، بعدها بأيام، فوجئ هيثم وشباب الثورة بالإفراج الصحى عن «الشاطر وحسن مالك» الأمر الذى أصابهم بصدمة «حسيت أن فيه صفقة بتتم بس قلت مش مشكلة المهم المعتقلين كلهم يتم الإفراج عنهم»، ويعلق الشاب على هروب «الشيخة» إلى تركيا بقوله «عندهم دومة المفروض يخدوه مثال، الثوار الحقيقيين يواجهون الأحكام دون صفقات ولا هروب ولا منتظرين عفو من حد».. فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وبعد أقل من شهرين على بداية حكمه، عفا الرئيس عن مجموعة كبيرة من الجهاديين الذين يصفهم د. هيثم الخطيب بـ«الإرهابيين» الأمر الذى يعده «استخداماً سيئاً للسلطة» ويشير «الخطيب» إلى أن ثورة يونيو «ستعيد الأمور إلى نصابها وستصحح جميع الأوضاع» فالجماعة استغلت، حسب تعبيره، الأوضاع السياسية الملتهبة والمتقلبة لتحقيق منافع ومكاسب وصفقات على حساب الوطن، وحان الوقت لـ«تقنين الأوضاع».