على بقايا الجثامين المتفحمة.. "الدميري" يعود وزيرا للنقل.. وحادث "العياط" ما زال "ضد مجهول"

كتب: محمد أبوضيف

على بقايا الجثامين المتفحمة.. "الدميري" يعود وزيرا للنقل.. وحادث "العياط" ما زال "ضد مجهول"

على بقايا الجثامين المتفحمة.. "الدميري" يعود وزيرا للنقل.. وحادث "العياط" ما زال "ضد مجهول"

السواد المدقع يحل على المشهد. جثث متفحمة، ورائحة شواء اللحوم البشرية تغلب على الأجواء. أجساد توقفت عن الحركة في لحظات من الزمن كان الموت لها أسرع من الانتفاض هربا وسط النيران المضرجة في جنبات القطار، في حادثة هو الأبشع: حريق "قطار الصعيد" 20 فبراير 2002، والمعروف إعلاميا "بقطار العياط". أكثر من 1500 جثمان متفحم على الأعمدة الحديدية لنوافذ القطار. جماجم الموتى انفجرت من شدة النيران. كارثة حقيقية كانت الأسوأ في تاريخ السكك الحديدية المصرية، وربما على مستوى العالم، ارتبطت ذكراها بإبراهيم الدميري، الذي جاء كأول وزير للنقل في "حكومة ثورة 30 يونيو".[SecondImage] 832، رقم لن تخلو منه ذاكرة وزير النقل الجديد في حكومة الببلاوي، إبراهيم الدميري، فهو حل رقما لقطار الصعيد الذي اشتعل بعد خروجه من محطة العياط، وسط انشغال السائق، الذي استمر في التحرك بالقطار حتى أسيوط، ليخرج من عربته يجد الجثامين مشتعلة ومتفحمة، في واقعة هي الأكثر فجاجة في تاريخ النقل المصري. هذا الحادث الذي اعتبره كثيرون أحد إرهاصات الثورة المصرية في 25 يناير.[ThirdImage] "ضد مجهول". هكذا صدر الحكم في قضية قطار العياط، ببراءة 11 مسؤولا من العاملين في إدارات هيئة السكك الحديدية بعد محاكمتهم بتهمة الإهمال، لم يكن الدميري من بينهم بالطبع. وكان اللافت في منطوق الحكم أن المحكمة قالت إن المتهم الحقيقي لا يزال طليقا، وكان الرقم المعلن في أوراق القضية أن أكثر من 400 لقوا حتفهم، بينما أكد شهود وصحف وقنوات أجنبية أن العدد يزيد على 1500. الدميري، الذي تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة وحصل على الدكتوراة في تخطيط النقل والمرور من جامعة "آخن" الألمانية عام 1973، شغل منصب عميد كلية الهندسة بجامعة عين شمس ثم نائب رئيس الجامعة، قبل أن تُسند إليه حقيبة النقل في أكتوبر 1999، وعمل خبيرا بالأمم المتحدة والبنك الدولي في مجال النقل والسكك الحديدية والطرق والموانئ البحرية والجوية، ووضع خطة تطوير قطاع النقل والمواصلات في مصر حتى عام 2050، وقدمها أثناء وجوده بالوزارة عام 2001، يعود مجددا إلى الوزارة بعد 11 عاما من مذبحة قطار العياط.