الدَّيْن الفرنسى!
- أقباط مصر
- الحملة الفرنسية
- الدين المسيحى
- العالم الإسلامى
- العصور الوسطى
- المدينة الباسلة
- بن لقمان
- دفع فدية
- سقوط الدولة
- عرش مصر
- أقباط مصر
- الحملة الفرنسية
- الدين المسيحى
- العالم الإسلامى
- العصور الوسطى
- المدينة الباسلة
- بن لقمان
- دفع فدية
- سقوط الدولة
- عرش مصر
لم تكن نهاية الدولة الأيوبية نهاية تقليدية ككل الدول التى سبقتها على أرض مصر، بل كانت نهاية دراماتيكية تليق بتلك الدولة التى قامت وعاشت، ومعها المصريون، فى حروب عديدة، بعضها لنصرة الإسلام، ولكن كان كثير منها لتوسيع ملك الملك الجالس على عرش مصر والشام فى القلعة!
ربما كان السبب الرئيسى لسقوط الدولة هو اضطراب الأوضاع الداخلية وانهيار الاقتصاد داخل المحروسة فى أواخر أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب، ولكن القشة التى قصمت ظهر البعير كانت قدوم الحملة الفرنسية السابعة على مصر ونزولها دمياط تحديداً فى أواخر عام ١٢٤٩ ميلادية!
الطريف أن المصريين كانوا على موعد مبكر فى التاريخ مع الاتجار بالدين، فقد واجهوا الحملات الصليبية فى العصور الوسطى بتفهم ووعى كبيرين، قد استوعبوا سريعاً أن الحملات الصليبية لا تهدف لحماية الدين المسيحى، بل هى حملات استعمارية قام بها ملوك أوروبا على الشرق بغطاء دينى، فأدرك أقباط مصر أن المقبلين هم أعداؤهم، وانخرطوا فى الدفاع عن وطنهم بجوار المسلمين!
ولكن ما قصة الدَّيْن الذى ما زالت فرنسا تدين به لمصر؟ القصة تبدأ من هناك.. من البلاط الفرنسى.
كان لويس التاسع، ملك فرنسا، من أشد المتحمسين للهجوم على مصر، فراح يروج لحملته فى أنحاء أوروبا، حتى أعلن إينوسينت الرابع، البابا الكاثوليكى، تأييده ومباركته للحملة التى كان يجهز لها لويس التاسع بكل قوته.
لقد جهز الصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم لتطويق وإرباك العالم الإسلامى، إلا أنهم فشلوا فى إقامة هذا الحلف لأن المغول كانت لهم طموحاتهم وخططهم الخاصة.
كان لويس التاسع يستهدف مصر ظناً منه أن مسيحييها سيرحبون به وسيعاونونه على ملكهم نجم الدين أيوب، ورست سفنه فى دمياط، واستطاع بالفعل أن يسيطر عليها، ومكث فيها ستة أشهر، حتى نصحه أخوه بأن يسيطر على القاهرة أو الإسكندرية لتدنو له السيطرة على القطر المصرى كله، فقرر التحرك نحو القاهرة.
فى ذلك الوقت كان اضطراب الأوضاع على أشده فى القلعة، فالملك الصالح مريض وعلى مشارف الموت، ولكن زوجته شجر الدر تخفى ذلك عن جنوده. وحين وصل لويس التاسع على أبواب المنصورة التقى مع جيش المماليك، وتمكن من الانتصار عليهم، لينسحب المماليك إلى داخل المدينة، ويظن لويس التاسع أنه قد أوشك على دخول القاهرة!
وهنا تحدث المفارقة الدرامية، فيتوفى الملك الصالح نجم الدين أيوب وتخفى زوجته خبر وفاته إلا عن الأمير المملوكى عز الدين أيبك الذى أرسلته ليبلغ ولده توران شاه ليعود من الشام سريعاً. ويقوم الأمير المملوكى بيبرس بوضع خطة لمواجهة الصليبيين، فينصب لهم فخاً داخل المدينة الباسلة، ويتمكن من الإيقاع بهم وهزيمتهم، ويطارد فلولهم حتى فارسكور، ويصل توران شاه ويقود المماليك فى معركة كبيرة، وينتصر عليهم انتصاراً ساحقاً، ويسقط لويس التاسع فى الأسر!
لقد وُضع لويس التاسع مغللاً فى بيت القاضى إبراهيم بن لقمان حتى سُمح له بمغادرة مصر على أن يدفع فدية لنفسه قدرها ٤٠٠ ألف دينار.
لم يكن لويس التاسع يمتلك المبلغ كله، فقام بدفع نصفه، على أن يدفع باقى المبلغ حين يعود إلى عكا، ولكنه تهرّب من الدفع فيما بعد، لتصبح فرنسا مدينة بذلك المبلغ إلى مصر حتى الآن!
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية!