قوى سياسية وثورية تتمسك بـ«البرادعى» رئيساً للوزراء وترفض «فيتو النور»
أكدت مصادر مطلعة، أن الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، تم إبلاغه بالاتجاه لتسميته رئيساً للوزراء خلال المرحلة الانتقالية من جانب مؤسسة الرئاسة، وأن «البرادعى» وافق على تولى المنصب مع إعطائه صلاحيات واسعة، وكان من المقرر إعلان تكليفه خلال الساعات الأخيرة من مساء أمس الأول، وأوضحت المصادر أنه اتجه للتقدم باستقالته من رئاسة حزب الدستور وجبهة الإنقاذ، إلا أن هناك أزمة أدت لتأجيل القرار بعد تشديد حزب النور على رفضه لتولى «البرادعى» رئاسة الحكومة.
من جانبه، قال الدكتور أحمد البرعى نائب رئيس حزب الدستور للشئون السياسية، والأمين العام لجبهة الإنقاذ، إن الدكتور البرادعى، وافق مبدئياً على توليه رئاسة الحكومة الانتقالية، لشعوره بالواجب الوطنى، بعد تأييد كافة القوى الثورية والسياسية، باستثناء حزب النور، قائلاً: «مع كافة الاحترام لحزب النور، إلا أنه لا يجب أن يكون هناك فيتو على القرارات، خاصة أن الجميع توافق على هذا الرجل لتولى المنصب فى هذا التوقيت الصعب والخطير». وأشار «البرعى» إلى أن رئيس «الدستور» طلب الاطلاع على دائرة صلاحياته واختصاصاته، حتى يتمكن حال إعلان تكليفه من تحقيق نجاح على أرض الواقع والعبور بهذه المرحلة.
وقال محمد عبدالعزيز المتحدث الإعلامى لحركة «تمرد»: «اخترنا الدكتور البرادعى لتولى منصب رئيس الحكومة، لأن الثورة يجب أن تحكم، ونرفض أن يملى حزب النور اشتراطات أو يضع خطوطاً حمراء لأنه لم يشارك فى ثورة 30 يونيو، ولا حتى 25 يناير من الأساس»، لافتاً إلى أن «تمرد» لن تسمح لـ«النور» بأن يمارس دور «الإخوان» التى تفاوضت مع المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية وأدوا لفساد المرحلة.
وأضاف «عبدالعزيز»: «مصرون على محمد البرادعى ليس لشخصه، ولكن لأنه يتمتع بخبرة ورؤية وأثبت أنه كان على صواب فى كل ما طرحه، ولأنه يتمتع بثقل دولى وعلاقات خارجية قوية، ونحتاجه خلال هذه المرحلة لمواجهة الضغوط الأمريكية ضد الثورة المصرية ومحاولة تصويرها على أنها انقلاب». واستدرك أحد مؤسسى «تمرد»: «لقد جربنا خلال المرحلة السابقة العديد من الشخصيات التى جاءت من دولاب مبارك القديم، وفشلت جميعها، والثورة تحملت كل هذا الفشل، والآن يجب أن تحكم الثورة كى تحقق أهدافها».
وقالت جبهة 30 يونيو، التى تضم عدداً من شباب الثورة والقيادات السياسية: «على الجميع أن ينصت لصوت الثورة، وألا نعيد أخطاء الماضى»، مشددة على تمسكها برئاسة «البرادعى» للحكومة، لاسيما أنه أعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المبكرة، وأضافت الجبهة فى بيان أصدرته: «لا نقبل ضغوطاً يمارسها البعض، والثورة عادت للميادين ويجب أن تحكم، ومنصب رئيس الوزراء فى هذه المرحلة تكليف وليس تشريفاً، وهو مسئولية كبيرة تحتاج إلى شخصية لديها خبرة ورؤية وتنتمى للثورة كالدكتور البرادعى، الذى بدأ مسيرة التغيير بمواجهة نظام مبارك، ثم هاجم أخطاء المجلس العسكرى، ثم واجه حكم الإخوان».
من ناحيته، انتقد الأديب علاء الأسوانى عضو الهيئة الاستشارية بحزب الدستور، موقف قيادات حزب النور، قائلاً: «السلفيون فى رابعة العدوية يؤيدون مرسى المعزول بينما يجلس قادتهم فى اجتماعات الرئيس المؤقت ليفسدوها ويعرقلوا التغيير»، معتبراً أن ذلك «توزيع أدوار مع الإخوان»، وأضاف: «البرادعى يحتاجه المنصب ولا يحتاج إلى المنصب. لا يجب أن نكرر خطأ ١١ فبراير مع المجلس العسكرى. الثورة يجب أن تحكم. أى حلول وسط تفريط فى الثورة»، وأكد أن «حركة تمرد هى صاحبة انتصار ٣٠ يونيو، وطالبت بالبرادعى رئيساً للوزراء». متسائلاً: «هل خرجنا من حكم الإخوان إلى حكم السلفيين؟».
كما رحب التيار الشعبى المصرى ومؤسسه حمدين صباحى، بتعيين «البرادعى» رئيساً للحكومة، كأمين على تحقيق أهداف الثورة من «عيش، وحرية، وعدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية»، وكأحد أبرز الرموز الوطنية المعبرة عن خط ثورة 25 يناير وامتدادها فى 30 يونيو، حسبما وصف التيار. وأكد التيار أن «البرادعى» قادر على الخروج بالبلاد من الأزمة الصعبة الحالية، وأنه يجب البدء فوراً فى خطوات نحو المصالحة الوطنية.
وفى سياق متصل، أكد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية، والمرشح الرئاسى السابق، ترحيبه باختيار «البرادعى» رئيساً للحكومة فى المرحلة الانتقالية، خلال اجتماعه بالمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية، أمس الأول. وطالب حزب مصر القوية فى بيان أصدره أمس، بالإسراع نحو تشكيل حكومة تكنوقراط ذات صلاحيات واسعة برئاسة شخصية سياسية وطنية، ومن بينها الدكتور محمد البرادعى، كما أشار الحزب. وأضاف: «نرفض أى ظهور لأى رمز من رموز النظام القديم فى أى مواقع تنفيذية أو رسمية، ويجب البدء فى إجراءات عاجلة للمصالحة الوطنية مع وقف كل الإجراءات الاستثنائية الخارجة على القانون وعلى حقوق المواطنين الأساسية».
وكشفت مصادر لـ«الوطن»، عن أن قيادات بجبهة الإنقاذ طلبوا مهلة للتفاوض مع حزب النور، وإقناعه بضرورة التوافق خلال هذه المرحلة، وأن «البرادعى» هو الأنسب لخبرته وعلاقاته الدولية، وأنه من الممكن تمثيل حزب النور فى الحكومة الانتقالية بتقديم أحد الكفاءات فى تخصص معين.