«أبوشادى»: «شوشو» تاجر يهودى علمنى حب التجارة
محمد أبوشادى
«رمضان مش رمضان وأنا بره مصر حتى ولو كنت فى زيارة للأماكن المقدسة لأداء الفريضة» بهذه الكلمات بدأ اللواء الدكتور محمد أبوشادى، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، حديثه لـ«الوطن» قائلاً «إن مصر هى أكثر ما تحّن إليها نفسى خاصة فى هذ الشهر المبارك، فقد قمت بعمل عمرتين خلال شهر رمضان وفى هذه الأثناء لم أشعر بأجواء شهر رمضان كما هو فى مصر».
وزير التموين الأسبق: رمضان فرصتى لغسل الذنوب وفيه كتبت أهم مؤلفاتى
اللواء الدكتور محمد أبوشادى، الذى شغل منصب وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى عقب ثورة 30 يونيو 2013، ينظر إلى رمضان على أنه فرصة سنوية لغسل النفس من الذنوب والتطهر منها إيماناً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه».
الالتزام بالعبادة والصلاة فى أوقاتها، وارتياد المساجد وقراءة القرآن، وفعل الخيرات أمور يداوم «أبوشادى» على فعلها، مضيفاً: «أغلب وقتى مع القرآن، بالإضافة إلى صلة الرحم وزيارة الأقارب فى حفلات الإفطار، وهو الشهر الأكثر إتقاناً للعمل»، يضيف: أجمل أيام رمضان كنت أقضيها فى الحسين والجمالية مسقط رأسى، هناك قضيت أجمل أوقات حياتى، فهناك الاحتفالات التى لا تنقطع بالشهر الفضيل، وكنا نتسابق لكى نصلى الفجر، أما الآن فقد أصبحت الجوامع خاوية، وأخذ كثيرون الجانب الشكلى من الدين ولكن جوهر الدين وعماده يتلاشى، وفى الجمالية عرفت معنى التسامح، فقد كنا نتزاور ونلعب ونلهو ولم أشعر يوماً أن جارى هذا يهودى أو مسيحى، ولم أر فى حياتى كلها مسيحياً أو يهودياً يأكل أو يشرب علانية فى الشارع أو أمام المسلمين حتى كنت أظن أنهم يصومون معنا.
ويضيف: التاجر «شوشو» كان أحد البقالين الذين تأثرت بهم أيام طفولتى، وهو يهودى، وكان له أثر إيجابى علىَّ، لأنه حببنى فى التجارة وفنونها، لأنه كان تاجراً منظماً يجيد التعامل مع المواطنين وأميناً ومحبوباً من الجميع، وكنت عندما أذهب إليه لشراء سلعة ما ينظر إلىَّ ويعطينى قطعة من الحلوى الطحينية، ولذلك كنت أحب أن أشترى منه كثيراً حتى أحصل على المزيد من الحلوى.
يتابع «أبوشادى» حديثه: «ذكرياتى مع شهر رمضان المبارك أننى قمت بكتابة أعظم مؤلفاتى وأشهرها وهى التشريع الضريبى وموسوعة اقتصاديات البنوك الإسلامية من جملة 17 مؤلفاً و26 بحثاً ومقالة»، فى رمضان الماضى تم اعتماده فى رمضان الحالى، والكتاب يوضح ضمن أمور أخرى للعالم أجمع أن المسلمين الأوائل كانوا يطبقون أحدث نظريات علم الإدارة التى توصل إليها علماء الولايات المتحدة منذ 50 عاماً فقط، وقلبت علم الإدارة رأساً على عقب لأنها تعلى من مبدأ الجدارة عند تولى المناصب العامة بعيداً عن المحاباة والقرابة أو المحبة.
وتابع «أبوشادى»: «أثناء وجودى بوزارة التموين والتجارة الداخلية كانت ذكرياتى لا تعد ولا تحصى لأننى كنت أعمل مساعداً لوزير الداخلية ومدير الإدارة العامة لشرطة التموين ووكيلاً أول لوزارة التموين ورئيساً لقطاع التجارة الداخلية خلال الفترة من 2008 حتى 2011، بالإضافة إلى مستشار وزير التموين إلى أن تقلدت منصب وزير التموين والتجارة الداخلية، وفى هذه الأثناء كنت أحرص على توافر السلع والمخزون من السلع الرمضانية والأرصدة لكون شهر رمضان من الشهور الأكثر استهلاكاً، بالإضافة إلى القيام بحملات على المخابز لمتابعة تشغيل المخابز قبل الإفطار وقبيل السحور، لتوفير رغيف الخبز تحسباً لعدم وجود أزمات وفى هذه الأثناء أعمل فترتين قبل الإفطار وقبل السحور»، ويتابع «أتذكر من المواقف المضحكة التى حدثت لى فى شهر رمضان وأيام كنت وزيراً، وأثناء مرورى فى سوق الجملة بسوق العبور فوجئت بأحد الأشخاص يعلو صوته ويحاول الاقتراب من الكاميرات فسألته: «فيه إيه؟» فقال «ارحمونا»، وبدأ يردد شائعات كاذبة فحواها أن الحكومة تأتى بزيت وسلع فاسدة تقتل المواطنين، فقلت له: «لو معاك زيت قاتل هاته نشوفه»، فاستمر فى الكلام بدون أى دليل، سألت عليه بعض التجار من حولى فقالوا لى «إنه إخوانى»، وللأسف الشديد مصر تواجه الشائعات فى كل مكان.
يحب «أبوشادى» الأكلات الجديدة بكافة أنواعها، لأنه «إنسان تقليدى جداً»، إلا أن الشوربة والعصائر لهما خصوصية فى قائمة تفضيلاته، ويهوى الأرز ولا يقاوم «صينية البطاطس فى الفرن»، ولا يستقبل السُفرة قبل أداء صلاة المغرب.
ويستطرد قائلاً: طبعاً مش كل الذكريات فى الشهر الكريم مبهجة، فقد توفى والدى فى الشهر الفضيل وكنت وقتها أقوم بأداء مناسك العمرة مع إحدى شقيقاتى، وعند عودتى من الأراضى المقدسة يوم العاشر من رمضان فوجئت بأنه توفى فى ثالث أيام رمضان وهذا الموقف لم أنسه فى حياتى.