العريان لـ"الحياة اللندنية": "حماس" و"حزب الله" أطلقا سراح أفرادهما من السجون.. ومن أخرجنا هم الأهالي
العريان لـ"الحياة اللندنية": "حماس" و"حزب الله" أطلقا سراح أفرادهما من السجون.. ومن أخرجنا هم الأهالي
قال عصام العريان القيادي الإخواني ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن "الإخوان" ضحوا كثيرا لكي يتحملوا مسؤولية إدارة شؤون مصر في ظل ظروف بالغة التعقيد، وجازفوا بتاريخهم وثقة الناس فيهم، مضيفا أن طموح الأفراد بعد الثورات يكون كبيرا، وإمكانيات الدولة تكون قليلة.
وأضاف العريان، في حوار أجرته معه جريدة "الحياة اللندنية"، إن جماعة الإخوان حين بدأوا في مناقشة أمر الثورة من البداية، كان من أكثر المتحمسين للمشاركة بها من البداية وحتى النهاية، مؤكدا أن الإخوان شاركوا في الثورة لكن دون الإفصاح عن هويتهم أو إعلاء رايات الإخوان، أو ترديد الشعارات الخاصة بهم.
وبدأ العريان يروي تفاصيل المشاركة في الثورة، مؤكدا أنه على عكس ما يتردد أن الإخوان شاركوا منذ يوم 28 يناير، فالإخوان نزلوا منذ اليوم الأول للثورة، مؤكدا إن الإخوان كانوا مشاركين "المشاركة المعقولة" حتى لا ينزلون بأعداد كبيرة فيطغوا على الحدث، مضيفا إنهم كانوا يتبعون نفس السياسة في جميع المظاهرات التي كانوا ينسقونها مع حركة "كفاية" ومع الحركات الأخرى، فمثلا لو حركة كفاية شاركت بـ 500 شخص فيشارك من الإخوان 500 شخص أيضا، حتى يكون الظهور شعبيا وليس إخوانياً.[FirstQuote]
ويؤكد العريان إن جماعة الإخوان المسلمين كان لها 3 مشاركات يوم 25 يناير 2011، الأولى أمام دار القضاء العالي، وكانت لرموز إخوانية واضحة وأعضاء مجلس الشعب من الإخوان، وكانت تتكون من 50 إلى 100 شخص بينها محمد البلتاجي وجمال حشمت، أما المشاركة الثانية كانت مشاركة شباب الإخوان في ميدان التحرير، ولم يكن لديهم أوامر من الجماعة "تركناهم يتفاعلون مع الحدث، الشباب كانوا يأتون إلينا في مكتب الإرشاد، ويقولون، هناك حركة شبابية تستعد ليوم 25 يناير، نشارك أم لا؟ وطابع الإخوان التنظيمي أنه إذا لم تأتِهِ تعليمات بالمشاركة، يكون الدافع الشخصي هو الأساس"، مؤكدا أن هذا كان يرجع إلى أن شباب الاخوان تربوا على الانضباط التنظيمي".
وأضاف "شارك من الإخوان في مظاهرات 25 يناير مئات أو آلاف قليلة، جميع من كانوا بالتحرير يومها لا أظن أنهم زادوا عن 5 آلاف"، أما المشاركة الثالثة للإخوان كانت وقفة أمام نقابة الأطباء بمشاركة عدد من رموز الجماعة.
ويروي العريان تفاصيل اعتقاله يوم 28 يناير 2011، "في فجر يوم الجمعة 28 يناير ألقوا القبض عليا أنا والرئيس محمد مرسي والكتاتني، كنا 34 قياديا بينهم نصف أعضاء مكتب الإرشاد، حيث كانت تقديرات الأمن وتقديرات عمر سليمان أن الثورة صنعها الإخوان".
ويكمل العريان "دخلنا معسكر قوات الأمن بالشيخ زايد بعد القبض علينا مباشرة، وأرسلنا نطلب طعاما فقالوا لنا لا يوجد طعام في الحجز، فأعطينا نقودا لجنود حتى يجلبوا لنا طعاما من الخارج ولم يمانعوا، وعاد الجنود قبل العصر، ورووا لنا أن البلد "خربانة"، ظللنا ننتظر لا نعرف ماذا سيحدث أو لماذا تم توقيفنا وهل سنحال إلى النيابة".
وتابع "السبت 29 يناير 2011، قررنا أن نتمرد ورفضنا دخول الزنازين، فجاء مساعد وزير الداخلية للتفاوض معنا، وقال لنا أتعهد لكم ألا تبيتوا ليلة أخرى، لا بد من نقلكم إلى مكان آخر، لأننا خائفون على حياتكم، لا يوجد طعام ولا ماء ولا حراسة، وفي البلد إضراب واسع، ومَنْ يقتحم المكان سيقتلنا، قلناله انقلنا إلى سجن عمومي أو أعرضنا على النيابة، فأكد لنا أن غدا قبل العصر سيحسم أمرنا".[SecondQuote]
وأوضح العريان أنه بعد صلاة الظهر من نفس اليوم قال لهم الفرماوي: جهزوا أشياءكم ستذهبون، "فأخذنا متعلقاتنا وذهبنا، ولم يقل لنا أحد إلى أين نحن ذاهبين، ووجدنا سيارة نصف نقل، وتعرف سائقها على أحد ممن كانوا معنا وهو الدكتور أحمد دياب أستاذ الأدب واللغة الصينية، وكان عضوا في مجلس الشعب السابق، فكتب ورقة صغيرة وألقاها له، تفيد بأننا إما في سجن وادي النطرون وإما في سجن إسكندرية الغربي في برج العرب، وقلناله امشي وراءنا لتعرف أين سنذهب، ومشى على أمل إبلاغ أهلنا، ولم يبلّغوا، ودخلنا السجن".
وصرح العريان بأنه سأل مأمور السجن ومدير المباحث على أمر النيابة للقبض عليهم، فأقسم إنه لم يتلق أي ورقة بل تعليمات شفوية، فقلت له لا يجوز أن ندخل السجن دون أي مستند، واحتدم النقاش بين مأمور السجن وصبحي صالح، فتدخلت طالبا أن يحضروا لنا طعاما، فتم توزيع الأكل علينا وذهبنا للنوم".
في تمام الثالثة فجر الأحد 30 يناير "صحيت عشان أصلي فلقيت بوابات الزنازين مفتوحة وباب العنبر الرئيسي مغلق، وكان مسؤول العنبر يصرخ "أخرجوني سأموت معهم"، فشكلنا لجنة من أعضاء مكتب الإرشاد السبعة، أنا والدكتور مرسي والدكتور محيي حامد والدكتور الكتاتني والدكتور محمود أبو زيد والدكتور سعد الحسيني وعضو سابع، من بين الـ 34 سجيناً، لنتدبر أمرنا".
وتابع العريان حديثه إلى صحيفة الحياة اللندنية "صلينا الفجر بينما كانت الأحوال خارج الزنازين تتطور حتى سمعنا إطلاق نار، كان معانا راديو فسمعنا نشرة الأخبار، وكان بها خبر اغتيال مأمور سجن القطة اللواء محمد البطران، فقلت إن بثه عبر الإذاعة الحكومية يوحي لجميع الموقوفين في السجون المصرية بأن يتمردوا، وأن هذا متعمّد، ومحمود وجدي وزير الداخلية السابق قال في شهادته إن أكثر من 35 ألف سجين خرجوا، أي نحو ثلث السجناء".
وعن مراحل الخروج من سجن وادي النطرون قال "طلب مجموعة شباب من الإخوان كانوا معنا في نفس العنبر، من أشخاص في العنبر المجاور لنا، كانوا من جهات تكفيرية ومعتقلين سياسيين، أن يخرجوا شخص ليحضر لنا مفاتيح العنابر، فخرج شخص وحصل على المفاتيح لكنهم رفضوا أن يعطونا المفاتيح الخاصة بعنبرنا، وطلبنا منهم قبل ما يهربوا هاتفا فأعطوه لنا.
بعد الحصول على هاتف، بدأنا الاتصال بالإخوان لإنقاذنا لكنهم ردوا إن ليس في إمكانهم فعل شيء، وقالوا لنا إن هناك مواطنون يسكنون في محيط السجن، فبدأنا في الصراخ عليهم لكي يأتوا لفتح السجن لنا، وبالفعل جاءت مجموعة من أهالي السجناء، الذين سمعوا أنبار عن اقتحام السجون فجاؤوا لإنقاذ أبنائهم".
ودافع العريان عن أعضاء حماس قائلا "ما يقال من أن حماس جاءت لإطلاق المعتقلين من عناصرها وعناصر "حزب الله" هو شيء كان متوقعاً، فعندما يُعرف عصر 28 جمعة الغضب أن البلد تنهار، والجيش استلمها، والشرطة انكسرت، والسجون فُتحت، ماذا ستفعل لو أنت من "حزب الله" أو من "حماس" ولك زملاء في هذه السجون؟ ستأتي لإطلاق زملائك، ولن تطلق الآخرين، فلا شأن لك بالآخرين، ولم يكن أحد يعلم أننا في سجن وادي النطرون منذ البداية".
وأكمل العريان "الهاتف الذي حصلنا عليه من شباب الجهاد قبل هروبهم حاولنا من خلاله الاتصال بعائلاتنا، حيث أجريت اتصالا بنجلي الذي أكد صعوبة الوصول إلى السجن، وقبل أذان الظهر بعشر دقائق كنا مستعدين للخروج، وبالفعل خرجنا، عائلاتنا كانت نقلت إلينا عدم استطاعتها الوصول إلينا، وأنها ستُجري اتصالات بمعارف قريبين من السجن في وادي النطرون أو مدينة السادات، وبمجرد خروجنا من السجن وجدناهم وصلوا بسيارات واصطحبونا.
أما تعليقا على اتصال مرسي بقناة الجزيرة، أكد العريان أن الاتصال كان بعد خروجهم من السجن "اتفقنا إن الوحيد الذي سيتحدث هو الدكتور محمد مرسي، إذ كانت هناك شائعة حول وفاتي، وكنا نريد توجيه رسالة إلى عائلاتنا فحواها أننا بخير، واتجهنا بعد ذلك إلى مدينة السادات".
وبعد الوصول إلى مدينة السادات، أوضح العريان " كنا سنعود إلى مقر مكتب الإرشاد لنعرف ما الذي يحصل في البلد في المساء، واتفقنا على المكان الذي سيذهب إليه كل شخص، أنا و الدكتور الكتاتني كان المخطط أن نذهب إلى المكتب، لكننا توجهنا إلى مكتب الإرشاد واستبدلنا ملابسنا، ثم نزلنا إلى الميدان أنا والكتاتني لكي نُطمئن الناس، فالميدان كان بؤرة اهتمام العالم، ولم نعد إلى منازلنا إلا بعد أربعة أو خمسة أيام".
ويروي العريان تفاصيل اللقاء الشهير مع عمر سليمان، "المشير محمد حسين طنطاوي نزل يتفقد الميدان أكثر من مرة، وفي إحدى المرات قال لشباب "الإخوان" يا شباب أبلغوا المرشد ضرورة لقاء عمر سليمان، فكانت هذه إحدى الرسائل ورسائل أخرى جاءت من الخارج "يا إخوان، البلد تُحرق وأنتم ناس مسؤولون".
ويضيف العريان "بعد أن قررنا لقاء عمر سليمان اجتمع بنا المرشد محمد بديع لمناقشة الأمر، وحضر الاجتماع أعضاء مكتب الإرشاد فقط، واتفقنا أن الهدف من الاجتماع مع عمر سليمان هو أن يوقف القتل، وأن يُترك المتظاهرون، وكان الاجتماع مع عمر سليمان والإخوان وجميع القوى السياسية"، وأكد العريان أن "كل الأطراف السياسية في مصر كانت لديها علاقات قوية جداً بنظام مبارك، ونحن وحدنا الذين كان يصنّفنا في خانة العداوة المطلقة".[ThirdQuote]
واتهم العريان خلال حواره مع "الحياة اللندنية" كلا من حمدين صباحي والبرادعي أن كان لهم علاقات بنظام مبارك، قائلا "حمدين كانت خلال عضويته في البرلمان السابق له علاقات وهو كرجل سياسي لا أُعيب عليه ذلك. إذا كان نظام حكم لا يراك خطراً عليه، وأنت تريد أن تستفيد من صلاتك السياسية معه، أنا لا أعيب عليك، والبرادعي كانت لديه صلات، فهو حصلَ على قلادة النيل في احتفال رسمي من مبارك".
وصرح العريان بأن "كل القوى لم تكن تخطط لإسقاط نظام مبارك، بل كان الهدف هو إجراء إصلاحات فقط، والشخص الذي أطلق شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" هو جاري من قرية ناهيا بمحافظة الجيزة، لا أعلم إن كان إخوانيا أم لا، وبعد انتهاء موقعة الجمل، كانت اللحظة التي قررت فيها جماعة الإخوان أن تبحث ماذا ستفعل بعد رحيل مبارك، وعقدنا اجتماعا لمجلس شورى الجماعة وقرروا ألا نخوض الانتخابات الرئاسية بعد رحيل مبارك"، وأكد العريان إنه كان ضد أن تدفع جماعة الإخوان بمرشح رئاسي "لأنها مجازفة كبيرة".
وأوضح العريان أن الرئيس محمد مرسي يتخذ قرارته من الدستور، وليس للمرشد علاقة بها، مضيفا إنه إذا تعارضت قرارات الرئيس مع المرشد تُطبق قرارات الرئيس، وشدد أنه في حالة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة سيفوز الرئيس محمد مرسي مرة أخرى، فهو كان مرشح ضد عشرة مرشحين آخرين، وستتوزع أصوات الرافضين لمحمد مرسي على هؤلاء، أما أصوات المؤيدين فستتجمّع لديه.
وصرح العريان أن يوم 30 يونيو سيكون يوما عاديا "نُقلت إلينا تأكيدات من حركة "تمرد" و"جبهة الإنقاذ" بأن هذا اليوم سيكون سلميا"، وأضاف العريان إنه غير قلق منه على الإطلاق.