بلال رمضان.. «ثبتوه» فى عز النهار بـ«السنجة» وسرقوا موبايله
حين دقت الساعة الخامسة عصراً، هبط بلال رمضان من مكان عمله بميدان لبنان، حيث يعمل صحفياً بالقسم الثقافى، يعود إلى المنزل فى مشوار يومى متكرر، لا يخلو من روتين. يركب مواصلة إلى ميدان الجيزة، ومنها يركب إلى مترو فيصل. لكن منذ أسبوعين، تغيّر ذلك الروتين، وحدث ما جعل «بلال» يقف أسفل كوبرى فيصل، مُهدَّداً بالسلاح من قِبل اثنين.
يحكى «رمضان» لـ«الوطن» تفاصيل الواقعة، قائلاً: إن المنطقة كانت هادئة تماماً، وبمجرد التهيؤ لصعود سلم كوبرى فيصل، وجد أحدهم يلوى ذراعه الشمال، ويضغط على كتفه من الوراء، وآخر يضع «سنجة» فى بطنه، قائلاً له «لو فتحت بقك حاشنقك نصين». لم يعرف «بلال» كيف يتصرّف، المرة الأولى التى يقع فيها فى مثل هذا الموقف. تلفّت حوله فلم يجد أحداً. استغرب التوقيت الذى ما زال مبكراً، ومع ذلك لدى هذان الاثنان الشجاعة فى إخراج السلاح. سأل «بلال» الاثنين عن مطالبهما، فأجاباه: «الموبايل، إنجز». يقول إن هدفهما كان الهاتف وحسب، لم يسأله أحد عن محفظة أو أى نقود. بدا عليهما أنهما يعرفان ما يفعلانه. حاول «بلال» إطالة مدة الحوار مع السارقين، لكن الواقف أمامه باغته بأن بدأ يضغط بالسنجة، حتى بدأ يستشعر خطورة الوضع، فسلمهما هاتفه الذى يقترب سعره من 3 آلاف جنيه. بمجرد أن أخذا الهاتف، ركض السارق إلى عربة سوداء تنتظره بلا أرقام. والثانى ما زال ممسكاً بياقة قميص «بلال» والسنجة على بطنه، وما إن ركب الثانى السيارة، حتى لحق به الآخر، وحاول الهرولة لملاحقتهما، لكن بلا جدوى.
ذهب «بلال» إلى قسم الشرطة لتحرير محضر ضد السارقين، وقدّم بالفعل بلاغاً برقم 117911، جنح بولاق الدكرور، وذهب المُحضر بعد يومين إلى النيابة لمحاولة تتبُّع الرقم، لكن بلا نتيجة حتى الآن. يقول «بلال» إنه أثناء تحريره المحضر لم يجد الضابط مندهشاً، بل بدا وكأنه يُقدم على تصرُّف يؤديه بشكل يومى. أخرج له الضابط ألبومين من الصور، به صور عدد من المسجلين خطر، وطلب منه محاولة التعرُّف على شكل اللذين قاما بـ«تثبيته»، لكنه فشل فى العثور عليهما. ويقول «بلال»: «لو كنت أعرف أنهم كتير والصور حتبقى مشوّشة فى ذهنى كنت ركزت فى وشوش اللى سرقوا منى الموبايل».
يرى «بلال» أن تقديمه بلاغاً خطوة رسمية لا يطمح منها فى أن يسترد هاتفه، إذ إن المسروقات فى هذا الوطن لا تعود -على حد رأى «رمضان»- الذى يفكر فى أن يذهب إلى شرطة التليفونات فى رمسيس، حيث قال إنه يفعل كل ما بوسعه لأجل أن يعود التليفون المسروق. يعتبر «بلال» حوادث «التثبيت» التى بدأت فى الانتشار جزءاً مما يحدث على أرض الوطن الآن من فوضى استشرت فى كل القطاعات بشكل عام، والقطاع الأمنى بشكل خاص: «الحوادث بقت بتحصل فى نور النهار ومافيش أمن بيقبض على بلطجية أو بيرجّع حاجة اتسرقت».