بعد دعاوى إلغائها.. مرتادو "موائد الرحمن": "ده رزق ربنا"
صورة أرشيفية
خيمة بطول شارع فرعي، وأنوار ساطعة، وموائد متراصة في أنحائها مع كراسي لإراحة الصائمين، ينظمه بعض المتطوعين الذين تشع من وجوههم فرحة الفوز بثواب إفطار الصائمين.. جو رمضاني تسوده الروحانيات والحميمية يشكل في مجمله مناخاً طيباً لاكتساب المودة والمحبة من أناس قد لا تعرفهم، لكنك تستأنس بهم، وتسعد بمجاورتهم على تلك الموائد خلال الشهر الفضيل.
تلك هي موائد الرحمن التي تنتشر عادة في شوارع القاهرة خلال شهر رمضان الفضيل، والتي تعد أحد أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي التي يتميّز بها، فمن خلالها تُقدّم أطباق الإفطار التي تتنوّع ما بين مائدة وأخرى بحسب الأحياء، التي تُقام فيها سواء راقية أو شعبية، والأشخاص الذين ينفقون عليها.
ومنذ أيام قليلة مضت، أصدر محافظ بورسعيد قرارًا بمنع موائد الرحمن في شوارع المحافظة، لتحذو باقي المحافظات حذوه، وليفتح ذلك الباب أمام مباراة من التصريحات لبعض من علماء الأزهر الشريف تعلو بمنزلة منظمي هذه الموائد لمنزلة الأبطال، فهم الفائزون بثواب إفطار الصائم، بينما يصفهم البعض الآخر بـ"اللاهثين خلف المظاهر".
"السنة دي الأسعار نار وفي ناس كتير مش لاقية"، هكذا استهجنت "حنان عبد الرحمن"، إحدى منظمي هذه الموائد، قرار منعها، ووصفت من يهاجمونها بأنهم ضمن "الفئة المرتاحة من الشعب"، مؤكدة أن أغلب المترددين على الموائد من المغتربين عن العاصمة.
"فاعل الخير لازم يكون عنده طاقة كبيرة للتحمل والصبر والتضحية"، بهذه الكلمات وصفت "عزة الكملاوي" مجهوداتها هي وذويها كمنظمين لإحدى موائد الرحمن في حي باب الشعرية بمحافظة القاهرة، وتضيف: "نحن هنا لمساعدة من تضطرهم ظروف عملهم إلى الإفطار خارج منازلهم أو عابرو السبيل الذين يمرون من المنطقة مصادفة أثناء آذان المغرب في رمضان".
"ده رزق ربنا باعته، نمنعه إحنا ليه" و"الغلابة كتير"، جملتان عاتبت بهما "رودينا رامق" المطالبين بمنع الموائد، لافتة إلى أنها تدفع المسلمين إلى التكافل وتعيد زمن الخير الذي ضاع نتيجة انتشار الأنانية بين المصريين في الآونة الأخيرة، على حد قولها.