نتنياهو: سنواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستستمر في عمليات البناء في الضفة الغربية الآن وفي المستقبل، لذلك علينا أن نعمل بحكمة في هذه المرحلة.
جاءت كلمته خلال افتتاح جلسة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان ) بالقدس، أمس، وهي جلسة دورية تعقد حسب طلب أعضاء اللجنة لبحث الأمن الخارجي لإسرائيل وهي أعلى هيئة أمنية، ويرأسها أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق.
وأضاف نتنياهو أن "أعمال البناء الجارية في المستوطنات لن تغيّر بشكل جوهري فرص التوصل الى تسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني"، لكنه تساءل "السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه بقوة، هل هناك رغبة حقيقية لدى الطرف الفلسطيني بالاعتراف بالدولة اليهودية؟".
وكان الاستيطان الإسرائيلي سببًا في توقّف آخر مفاوضات سلام مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أكتوبر 2010.
وتابع نتنياهو "أسعى بكل قوة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، لكن الشروط التي يضعونها باتت تعجيزية".
ويعد الاستيطان عقبة في وجه السلام حيث ترفض القيادة الفلسطينية العودة للمفاوضات بدون وقف الاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية والاعتراف بدولة على الحدود المحتلة عام 1967.
وأشار نتنياهو إلى أن المفاوضات مع الفلسطينيين ستكون شاقة ومعقّدة، مضيفا "على إسرائيل إدراك أن الخيار الآخر الذي لا نريده هو إقامة دولة ثنائية القومية".
وفي سياق متصل، قال موقع والاه الإخباري، اليوم، إن مستوطنة "بورخين" شمال الضفة الغربية ستشهد بناء 550 وحدة استيطانية بعد إقرار ذلك من وزارة الدفاع، بالإضافة إلى بناء ملاعب، ومركز مواصلات، وسيتم مضاعفة حجمها خمس مرات عما كانت عليه".
وفي تصريحات خاصة لمراسل الأناضول، اليوم، قال الناطق باسم حركة فتح "باسم الزعارير" إن أي حديث عن مفاوضات فلسطينية دون وقف الاستيطان سيكون عبثيًّا.
وأضاف "القيادة الفلسطينية لن تذهب لمفاوضات والأرض الفلسطينية تتعرّض لعملية تهويد غير مسبوقة".
من ناحية أخرى، قال مسؤول سياسي إسرائيلي لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في وقت سابق، إنه حتى لو وافق الجانب الفلسطيني على شرط تجميد الاستيطان من أجل العودة إلى المفاوضات فإن نتنياهو سيواجه صعوبات في ذلك بسبب تركيبة الائتلاف الحكومي في تل أبيب.
وقد برزت هذه الصعوبات في تصريحات عدد من قادة هذا الائتلاف في الأيام الأخيرة، حيث قال الرجل الثاني في الحكومة، رئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير بينت، إن مدينة القدس "ستظل موحدة تحت سيادة إسرائيل، وسياسة الحكومة القائمة تدعم الاستيطان في الضفة الغربية".
وبحسب وزير الاقتصاد الإسرائيلي، رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينت، فإن "وقف الاستيطان في الضفة الغربية ليس مطروحًا على أجندة الحكومة الحالية".
وفي الأسابيع الأخيرة، أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عدة جولات من المباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي؛ سعيًا لتقريب المواقف بينهما فيما يتعلق باستئناف مفاوضات السلام، غير أن هذه الجولات لم تثمر عن نتائج ملموسة حتى اليوم.