مولد السيدة زينب.. الظهور الأخير لفتاة «النار والكهربا»
«يا رب مدد وفتوح.. ونتعة بقرة مسعدة.. موجوع عمال يبوح.. كل آهاته مبددة.. بخور شغال يفوح.. بإيد ندية وجيدة.. ديوان غرام مفتوح.. عنوانه مولد السيدة».. أنشاد ومدائح تتردد فى مولد رئيسة الديوان السيدة زينب.
مولد السيدة ومولد الرئيس جعلا للإنشاد منحى جديداً.. لا يخشى هؤلاء الفلاحون البسطاء زوار السيدة شيئاً ولا يأملون فى شىء إلا فى نظرة من صاحبة المقام التى يزورونها كل عام، أغلبهم قاطع الانتخابات الرئاسية ليس لأنهم ضد شفيق أو مرسى، لكنهم تركوا مولد الانتخابات ليأتوا إلى مولد «أم العواجز».
مولد هذا العام تراجع زحامه وخفت شدته، لم يصاحبه ذلك الزخم المعتاد: «كل سنة كان بيبقى حوالى 15 ألف خيمة، السنة دى ما يكملوش ألف».. يحكى «الحاج زكى»، ابن السيدة، كيف تأثر مولد الست بحدث الانتخابات: «الناس خايفة تيجى ما يعرفوش يرجعوا بلادهم تانى».
«إلحق قبل الدقون ما تيجى» هذا النداء الذى صاحب الإعلان عن فتاة «النار والكهربا» وشمشون الجبار والساحر العالمى، الظهور الذى ربما يكون الأخير لفتاة «النار والكهربا» جعل الناس تلتف حول المسرح تاركة حلقات الذكر المجاورة خالية إلا من أصحابها.
مولد وذكر وزحام وأغان ورقص وتحرش هى أبرز المشاهد التى تراها فى حضرة رئيسة الديوان: «يا شفتك فص فراولة.. وأنا لا قوة ولا حولة» أصبحت الشعار الرسمى للتحرش الذى لا يلبث أن يتحول أحياناً إلى أسوأ أشكال التحرش الجماعى: «يا واد يا ابن.....». ليس هناك مجال للاستغاثة وطلب النجدة وعليك أن تحمى نفسك بنفسك: «احنا نازلين ومعانا صاعق كهربا وما حدش هيقدر يلمسنا».. قالتها «عفاف»، الفتاة التى قررت أن تزور المولد مع صديقاتها غير عابئة بتحذيرات أهلها.
تظل تبحث طويلاً عن «الأراجوز والبت اللى اسمها كشكليوز»، لكن بحثك المضنى لا يجدى نفعاً، فالأراجوز لم يأتِ إلى المولد هذا العام لأنه «مش عايز يتكلم فى السياسة»، كما قال «المعلم زينهم»، أحد أصحاب خيم المولد.