هنود يزاحمون المصريين على مقهى عمال التراحيل.. أصلها ناقصة

كتب: عبير عبدالستار:

هنود يزاحمون المصريين على مقهى عمال التراحيل.. أصلها ناقصة

هنود يزاحمون المصريين على مقهى عمال التراحيل.. أصلها ناقصة

المكان: مقهى العمال فى السيدة عائشة.. الزمان: صباح باكر.. المشهد: سيارة نصف نقل تتوقف أمام المقهى، يخرج صاحبها ويقترب من مجموعة رجال يطلب فواعلية، وبينما يتفقون على «اليومية» التى غالبا لا تقل عن 30 جنيها، يظهر فى الكادر رجل هندى مسن، يقول بلغة عربية فصحى: «لدىَّ عمال بعشرين جنيها فقط.. ما رأيك؟». هذا ليس مشهدا من فيلم أو جزءا من سيناريو، بل حقيقة. موقف يتكرر يوميا أمام مقهى عمال التراحيل فى السيدة عائشة، فالمقهى الذى يجلس فيه «أرزقية» وإلى جوارهم أدواتهم فى انتظار زبون، أصبح يحتضن عمالا آخرين من ذوى الجنسية الهندية، تركوا بلادهم للعمل فى مصر. شجار يومى يقع بين العمال المصريين والهنود أمام المقهى؛ فالمصريون يرون أن الهنود أصبحوا يقاسمونهم فى لقمة عيشهم، والهنود يخفضون من أجرتهم لخطف الزبائن منهم، وعادة ما ينتهى هذا الشجار بالصلح. 20 عاملا هم عدد الهنود الذين يجلسون فى المقهى بحثا عن عمل، كانوا يعملون فى مصنع للرخام بمدينة العبور مقابل 300 دولار شهريا لكل منهم، وبعد الثورة أغلق المصنع أبوابه وسرَّح عماله، فرفضوا العودة إلى الهند وأصروا على البقاء فى مصر واستأجروا شقة فى ميدان السيدة عائشة فوق سطح أحد المنازل القديمة. محمد، قائد المجموعة وأكبرهم سنا، قال: إن العمل فى مصر أفضل من الهند، ووصف العمال المصريين بأنهم طيبون ويرحبون بالغرباء، لكن الفقر أهلكهم. محمد اعتاد أن يساعد أبناء بلده، ومنهم «حسين» الذى مرض وعجز عن العمل فى تلك المهنة، فاقترح عليه فتح محل «ترزى» بدلا من العودة إلى الهند، خاصة أن حسين يتقن حياكة الجلباب الهندى والمصرى وأصبح له زبائن كثيرون وأصبح محله مأوى لزملائه من الحر ومكانا للصلاة وتناول المشروبات بدلا من المقهى فى أوقات الأزمات. رفض محمد طلب المجموعة التى تدين بالإسلام أن يسكن «ميرا» الهندوسى، أصغر شباب المجموعة، بمفرده بعد أن جاء من الهند منذ فترة، قال لهم إذا كان هندوسيا فهو هندى ونحن جميعا فى غربة ولن أتركه بمفرده. ميرا جاء إلى مصر معتقدا أن العمل فيها مربح، فاكتشف أنه بالكاد يكفى الحياة اليومية لهم، لكنه أفضل من الموت فى بلاده. «راج ومايا وديبا» هم مثقفو المجموعة، كما يطلق عليهم زملاؤهم، لا يعملون فقط، بل يتكلمون فى السياسة ويرون أن الثورة خطأ كبير وقع فيه المصريون: «نحن فى الهند حياتنا أسوأ، ولو كنا مكان المصريين لما خرجنا فى ثورة؛ فالحرية مطلب الأغنياء فقط.. أما الفقراء فيكفيهم رغيف الخبز». محمد، قائد المجموعة، يحب د. محمد مرسى وسعيد بفوزه؛ لأن الإسلاميين يشعرون بالفقراء أكثر من غيرهم، ويعتقد أن الرئيس الجديد سيطبق شريعة الله التى إذا طُبقت لن يكون هناك فقير واحد فى مصر.