«البلاى استيشن» لأطفال الصومال.. لعب وضحك..وجهاد
فى غرفة صغيرة للغاية، درجة حرارتها مرتفعة، يجلس عدد من الأطفال يتجاوزون الـعشرة على مقاعد خشبية يستعدون لا لطلب العلم وإنما للتسلى بألعاب الفيديو، فبعد عام من تمكن القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقى من إخراج حركة شباب المجاهدين من العاصمة الصومالية مقديشيو، وإفقادهم السيطرة عليها، تم استقطاب متغيرات جديدة إلى المجتمع كانت محرمة وممنوعة من قبل، من بينها ألعاب الفيديو والبلاى ستيشن، حسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
فاليوم يجد الأطفال الصوماليون فى ألعاب الفيديو وسيلة للهرب من الانضمام إلى شباب المجاهدين والتجنيد معهم، فى خطوة اعتبرها بعض الآباء ذات دلائل إيجابية وأخرى سلبية.
يرى بعض الآباء أن هذا النوع الجديد من الألعاب وسيلة لإبعاد أطفالهم عن الشوارع وتقليل فرص شباب المجاهدين فى الوصول إليهم، فى حين يرى البعض الآخر أنها وسيلة تلهى الأطفال عن مدارسهم. ها هو عبد الله موسى ذو الـ16 ربيعا الذى ترك دراسته فى بداية عام 2011 يقول: «أنا أقضى نصف اليوم تقريبا فى هذا المكان من أجل ممارسة ألعاب الفيديو، فهى حقا شىء ساحر».
إلا أن العقبة الكبرى أمام هؤلاء الأطفال التى تحول بينهم وبين ممارسة هوايتهم الجديدة هى الزحام الشديد والاصطفاف فى الطوابير من أجل الحصول على فرصة للعب، نظرا لضيق الأماكن وقلة عددها، مما دفع بعض الآباء الأثرياء إلى شراء جهاز خاص لأولادهم فى المنازل.
ويقول موسى حاجى، الأب لستة أطفال: «بالنسبة لنا كآباء علينا أن نختار بين خيارين : الشر الأكبر و الشر الأصغر، ففى حالة خروج أطفالنا فى الشوارع هناك احتمال لاستخدامهم كقنابل بشرية موقوتة من قبل الجماعات المسلحة، وإبقاؤهم فى المنازل يجعلهم يتركون دراستهم، إلا أننا نفضل أن يبقوا فى المنازل ويتسلوا بهذه الألعاب الجديدة».