على فين يا تمرد؟؟

محمد فتحى

محمد فتحى

كاتب صحفي

«نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. .. .. .. ، فى أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعى سبيلاً فى استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى». لم يحدث أن اهتم المصريون بجمع التوقيعات لتنفيذ مطلب من مطالبهم سوى مرتين، وفى كل مرة قامت ثورة بعدها. الأولى: أيام سعد زغلول، حين وقعّوا على الصيغة السابقة، والثانية أيام الجمعية الوطنية للتغيير، والتى كانت تجمع التوقيعات للبرادعى، وهذه هى المرة الثالثة حيث تجمع حركة «تمرد» توقيعات من أطلقوا عليهم «الجمعية العمومية للشعب المصرى» لإسقاط شرعية أول رئيس مدنى منتخب، والدعوة إلى انتخابات مبكرة. نجح الرئيس مرسى «على الحركرك»، وبدلاً من أن يحاول كسب من لم يؤيده، راح يخسر كثيرين ممن انتخبوه عبر أداء فاشل مرتبك يجد له من يبرره ويدافع عنه فى الحق والباطل، ويجد كذلك من قرر الخروج عليه بالمظاهرات والوقفات أو تكوين جبهة إنقاذ أو رمى المولوتوف أو بلاك بلوك، أو تمرد، وهذه الأخيرة تتعامل -حتى الآن على الأقل- بمنتهى السلمية، ولو كنت مكان الرئاسة لدعمتهم فى مواجهة العنف الذى يجرنا الجميع إليه بين وقت وآخر، والدماء التى يرخصها الجميع. أما وقد قلت ما قلت، وكتبت أكثر من مرة عن احترامى ومحبتى لحملة حماية، واعتزازى بمؤسسها زميلنا المناضل والمحترم محمود بدر، يمكننى الآن أن أطرح السؤال: على فين يا تمرد؟ رأيى الشخصى الذى لا أجبر عليه أحداً، أن المعنى فى حركة تمرد أهم من قدرتها الفعلية على إسقاط مرسى وإجراء انتخابات مبكرة، وكلنا يعلم ذلك بالمناسبة، لكن التطلعات المبالغ فيها تخلق جواً من الترقب قد يصل فى النهاية إلى سقوط مدوٍ، و«تمرد» لديها فرصة تاريخية لتجمع 15 مليون توقيع حقيقى وصحيح، ويتم التأكد منه ليصبح الجميع على يقين أن القاطن فى «الاتحادية» مسحوب منه ثقة 15 مليونا أو أكثر، لم يكن عند حسن ظنهم ولم يحترمهم كمواطنين. أما انزلاق «تمرد» ناحية المطالبة بالإسقاط «بالعافية»، ووفق التوقيعات التى سيحصلون عليها بشكل ينتقل من «السلمية»، التى أعجب بها كثيرون، إلى مرحلة «المواجهة» عن طريق العنف والنزول عند «الاتحادية»، والذى ينتهى -دائماً أبداً- بدماء واعتقالات وموجات عنف تتجدد، فهذا شىء سيفقدهم الكثير من رصيدهم. شخصياً وقعّت على استمارة «تمرد»، لكنه توقيع مشروط بأن تطالب بكل ما تريد بكل الطرق السلمية المشروعة، وأعرف أن كلامى هذا سيغضب البعض، لكن العنف لن يولد سوى العنف، وخالتك سلمية التى ماتت كما يردد البعض ليست كذلك، هى فقط مخطوفة ومكممة، وتحريرها الوحيد قد يكون على يد «تمرد» إذا أصرت على مطالبها بذات الطريقة السلمية المشروعة. ومن يدرى فقد تكون «تمرد» بداية ثورة جديدة حقيقية على نظام مرسى والإخوان. من يدرى؟