فتاوى «البر» تخاصم المسيحيين.. وتتجاهل «الصديق الوفى»

فتاوى «البر» تخاصم المسيحيين.. وتتجاهل «الصديق الوفى»
للمرة الثانية، يخالف «الإخوان» رئيسهم محمد مرسى، فى القول والفعل، حيث خرج الدكتور عبدالرحمن البر مفتى التنظيم بفتوى يحرم فيها تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، تحديدا، دون أن يتطرق إلى موقف دولته من دولة الاحتلال الإسرائيلى، التى أرسل «مرسى» إلى رئيسها شيمون بيريز رسالة حميمة يصفه فيها بالصديق الوفى.
وتأتى فتوى «البر» لتعيد الجدل القديم الذى سببته فتوى للشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، وفتوى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى تضم فى عضويتها خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان، عن عدم جواز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد.
«البر» قدم تبريرا لفتواه، مفاده أن «فكرة القيامة تخالف عقيدة المسلمين»؛ فالمسيح «لم يمت ولم يُصلب» لذلك «لا نهنئهم بشىء لا نعتقده» رغم كونهم «شركاء فى الوطن» حسب تعبيره، ليضيف إلى جدل الاختلاف على تهنئة «عيد القيامة» خلافا جديدا فى تحديد أعياد معينة تجوز فيها التهنئة وأعياد أخرى تُحرم فيها.
«سفهاء وحاقدون ومتنطعون ودخلاء».. هكذا وصف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، من يفتون بتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، سواء «القيامة» أو «الميلاد»، مؤكدا أن ما يحدث الآن فى مصر يعبر عن «تخلف شديد» يجوب أرجاء المجتمع، فالفتوى أصبحت «لكل من هب ودب»، مؤكداً أن أصحاب الفتاوى التى تحض على الكراهية والفتن «عملاء للمشروع الوهابى الصهيونى».
ويصف «كريمة» فتوى «البر» بأنها «مُغرضة وليست من كمال الأدب ولا طيب الخلق»، والتقاء للفكر المتسلف الوهابى مع الإخوانى القطبى» مما يعنى وجود خطر فى مجتمع أوصى الله ورسوله بـ«بر أهله من المسيحيين»، وتساءل «كريمة» مندهشاً: «كيف يجوز الزواج من الأقباط ولا تجوز تهنئتهم؟»، و«كيف تجوز تهنئة الأعداء والإسرائيليين، ولا تجوز تهنئة المصريين؟»، مشيراً إلى أن أصحاب الفتاوى التى وصفها بالمهلكة «يفتقدون لفقه الموازنات بين جلب المصالح ودرء المفاسد».