50 عاماً فى «غرام الأرابيسك»: و«رمضان» يحلم بـ«التوريث»
ملمس القطعة الخشبية وتفاصيلها، التى غالباً لا يلتفت إليها الكثيرون، كانت دائماً تُلفت انتباهه منذ نعومة أظافره، فلا يزال يتذكر ذلك اليوم الذى رأى فيه جاره ممسكاً بقطعة من الخشب، منقوشة بأشكال مبدعة، عرف فيما بعد أنها قطعة «أرابيسك»، فما كان منه إلا أن طلب من جاره تعليمه تلك الصنعة، بالرغم من أن عمره لم يتجاوز وقتها السنوات الست.
على مدار خمسين عاماً، احترف «رمضان محمود» فن الأرابيسك، وقرر أن يكون له بصمة فنية تميّزه عن بقية أقرانه، وتجعل من الأرابيسك فناً له تاريخ، وفى غضون سنوات قليلة، وقبل إتمام رمضان عامه الخامس والعشرين، ذاع صيته، وبدأ فى افتتاح عدد من ورش تصنيع الأرابيسك فى كثير من المناطق، بدأها بورشة صغيرة فى حى الجمالية مسقط رأسه، ثم افتتح فرعين آخرين فى شبرا، وفرعاً كبيراً فى دار السلام.
لم تستهوِ رمضان أشكال الأرابيسك التقليدية، وقرر أن يكون له خط أنتاج مميز، لذا ظل زبائنه يترددون عليه لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً، حيث عشقوا فن الأرابيسك الذى تنتجه يداه، خصوصاً تلك «الكراسى» التى تشبه مقاعد الملوك، التى يتفنن فيها، ولتحقيق ذلك كان يستعين بمجلات الديكور العالمية، لمعرفة الجديد فى التصميمات، كما أصر على تعلُّم الإنترنت بسرعة، للاطلاع على الجديد أولاً بأول.
«رمضان» لم يُرزق بأولاد، فكانت ذريته من البنات، بالرغم من أمنيته فى أن يكون له ابن يتعلم منه تلك الصنعة، الأمر الذى دفعه إلى التفكير فى تخريج جيل جديد من فنانى الأرابيسك المحترفين، وبمساعدة إحدى الجمعيات فى «إسطبل عنتر»، قرر أن ينشئ ورشة نجارة، لتعليم الأطفال الصغار فن الأرابيسك، من خلال صناعة ألعاب وأشكال هندسية محبّبة إليهم.