طوابير «تموين الإسكندرية»: «فتح مخك تقضى مصلحتك»
زحام شديد من المواطنين لاستخراج بطاقات تموينية
خرج من منزله فى عجلة من أمره، يطارد مخيلته شبح الطوابير، فإعادة استخراج بطاقة التموين يحتاج إلى وقت كبير وإجراءات معقدة، والوقوف وسط مئات الوجوه التى لا تتغير بشكل يومى أمام مكتب تموين شهير بوسط الإسكندرية، لاستخراج أو تجديد بطاقة تموينية، لم يكن اليوم الأول، وعلى ما يبدو فإنه لن يكون الأخير.
مرت ساعتان دون أن يبرح المواطن أحمد السايح مكانه، فالطابور طويل، لا ينقص منه أحد، بل تتدفق إليه أعداد كبيرة كل دقيقة، رغم عمل الموظفين فى استقبال الطلبات أمام مكتب متخم بتلال من الأوراق، لا يعلم «السايح» كيف دخلت تلك التلال من الأوراق والمستندات إلى مكاتب الموظفين، على الرغم من عدم إنهاء الخدمة لأول شخص يقف فى الطابور منذ فترة زادت على الساعة، ومع اقتراب اليوم على الانتهاء، بدأ الطابور يتحرك رويداً رويداً حتى رأى مئات الطلبات تدخل للموظفين بعيداً عن الطابور.
«السايح»: «الإكرامية» تعفيك من معاناة الطابور وتجبر الموظفين على التغاضى عن الأوراق الناقصة
«من يدفع المعلوم مسموح له بتخطى الطابور وتسليم أوراقه لموظف الشباك، لكنى قررت الاستمرار فى الطابور، وما إن وصلت إلى الشباك، فاجأنى الموظف بأن الورق ناقص ويجب استكمال البيانات والأوراق والرجوع إليه فى اليوم التالى»، هكذا لخص «السايح» معاناته مع طابور مكتب التموين، مشيراً إلى أنه أثناء خروجه من الطابور محبطاً ومطأطأ الرأس، همس أحدهم فى أذنه قائلاً: «محتاج أخلص لك حاجة يا أستاذ»، فأجبت على الفور: «محتاج أعمل إعادة استخراج بطاقة التموين بس مفيش وقت والطابور طويل»، فكان الرد الجاهز: «متقلقش هخلص لك كل حاجة بس نتراضى فى الآخر».
وأردف قائلاً: «اضطررت لدفع 75 جنيهاً إكرامية لإنهاء طلبى بدون طوابير، على الرغم من نقص الأوراق والبيانات، وعندها أيقنت كم كنت مغفلاً حينما أضعت 10 أيام فى التردد على المكتب والالتزام بالطابور الذى لا ينتهى لإتمام خدمة من حقى أن أحصل عليها كمواطن».