«الوطن» داخل عرين الأسود بمدرسة الصاعقة

«الوطن» داخل عرين الأسود بمدرسة الصاعقة
- أرض الوطن
- اجتماعات دورية
- الأعمال القتالية
- الأمن القومى المصرى
- الاستفادة القصوى
- الجيش المصرى
- الخامسة مساءً
- الخدمة العسكرية
- آداب
- آمن
- أرض الوطن
- اجتماعات دورية
- الأعمال القتالية
- الأمن القومى المصرى
- الاستفادة القصوى
- الجيش المصرى
- الخامسة مساءً
- الخدمة العسكرية
- آداب
- آمن
- أرض الوطن
- اجتماعات دورية
- الأعمال القتالية
- الأمن القومى المصرى
- الاستفادة القصوى
- الجيش المصرى
- الخامسة مساءً
- الخدمة العسكرية
- آداب
- آمن
تحمل مفردات المكان من الجدية والصرامة ما يجعلك تشعر للوهلة الأولى بأنك داخل عرين الأسود، تلك الكلمة بمعناها الشامل والحقيقى، فالرهبة التى تتملكك منذ دخولك إلى مدرسة الصاعقة يمتزج معها الشعور بالتفاخر والعزة والرغبة الملحة التى تحاصرك من أعماقك بوجوب الانتماء إلى هذا المكان وأن تصبح أحد أبطاله، فكل موقع هنا يحمل قصة، وكل مقاتل فيها بطل لها، تلك الملحمة المستمرة من العطاء وحب الوطن لا ولن تتزعزع فى قلوب آمنت بأن الدفاع والتضحية فى سبيل الوطن هى السبيل الأول للعزة والمجد.
{long_qoute_1}
من داخل أروقة مدرسة الصاعقة، عاشت «الوطن» يوماً مع أبطالها منذ أن اخترق أول شعاع للشمس ساحة طابور التدريب حتى غروب الشمس، فى يوم شاق بالنسبة لنا لم نعتَد على الاستيقاظ باكراً والاستمرار فى التدريب لمدة لا تقل عن 3 ساعات، ثم بعدها يبدأ يوم العمل، إلا أنه يُعد هو الأداء اليومى لقوات الصاعقة التى لا تدّخر أى مجهود أو نقطة عرق من أجل التدريب للوصول إلى أفضل المعدلات فى الكفاءة الميدانية والاستحقاق بجدارة لقب «الأسود».
كغيرهم من أبناء القوات المسلحة يفتخرون بالانتماء إلى وحداتهم وقواتهم، لكن أفضل ما يميز أبناء الصاعقة أنهم يعرفون أنهم رجال المهام الصعبة والقدرات الخاصة التى يصعب على غيرهم القيام بها، لذا لم تخل سيماهم من نضارة الاعتزاز والفخر ولا حديثهم من الشموخ.
حضرت «الوطن» فى بداية الجولة تدريبات اللياقة البدنية فى السادسة صباحاً بالطابور الصباحى، ثم أعقبه طابور اللياقة، وأثناء مرحلة إعداد الأبطال، لاحظنا أن القيادة العامة للقوات المسلحة تولى قوات الصاعقة اهتماماً خاصاً، من حيث الإمكانيات والوسائل المتاحة والمتطورة، لتأهيل الأفراد والوصول بهم إلى الشكل الأمثل لبطل مقاتل، حتى يكون مؤهلاً وكفؤاً للعمل والانضمام إلى كتيبة المقاتلين بالصاعقة المصرية. {left_qoute_1}
بعد انضمام الفرد المقاتل، يتم إعداد برنامج تدريبى يومى وشهرى ونصف سنوى وسنوى، من الجهات المختصة بالقوات المسلحة، حتى يتم الاستفادة القصوى من الأفراد الملتحقين، بالإضافة إلى محاولة اختيار عناصر مميزة وخاصة، للقيام بمهام محدّدة، بناءً على توجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة.
الانتقال بالفرد من شخص مدنى إلى فرد مقاتل، يحتاج إلى مجهود كبير، يُشرف عليه ضباط متخصصون، وصف ضباط ذوو كفاءة عالية يعملون على إعداد الفرد المقاتل ليكون مهيأً بشكل سليم للتأهل للمرحلة الجديدة، وما يتطلبه من تحديات، ويخضع لذلك فى ميادين العمل داخل قوات الصاعقة، مثل ميادين «الرماية والتعايش وعدد من الميادين الأخرى»، بحيث يصبح قادراً على العمل فى جميع البيئات المختلفة بعد انتهاء فترة تدريبه.
التدريب لا يجرى فى مكان واحد، بل يجرى فى عدد من البيئات المختلفة، حتى يكون التعايش بالشكل الأمثل، مشدداً على أن جميع القيم الوطنية والأخلاق التى يمكن أن تؤثر فى طبيعة الشخص نفسه، يتم بناؤها وتنميتها داخل الوحدات، مما يُشعر الفرد بأهمية العمل الوطنى الذى يؤديه.
يخضع الجندى لبرنامج عمل يومى يبدأ مع الخامسة والنصف صباحاً، كموعد للاستيقاظ، ثم يبدأ جمع الطابور فى السادسة صباحاً، ويعقب ذلك طابور اللياقة.
ويقوم بالجرى يومياً مسافة 3 كيلومترات برفقة زملائه وجنود الصاعقة الأبطال، ويقومون بعدد من التمارين من فك الأرجل والقلة وتمارين الضغط وشد البطن، بالإضافة إلى جرى حر لمسافة 100 متر، ويُعطى للمتقدمين مكافآت لتحفيزهم.
عملية رفع كفاءة الوحدات تتم بصورة سريعة، وبأحدث الوسائل الممكنة، سواء كانت إدارياً أو لوجيستياً، أو تدريبياً، حيث توفر قوات الصاعقة الظروف والمناخ الجيد للجندى، وذلك فى إطار توجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة، بأهمية الاهتمام بالفرد المقاتل معيشياً وتدريبياً، والوصول به إلى أعلى معدلات الكفاءة الفنية والقتالية.
{long_qoute_2}
وهناك لقاءات واجتماعات دورية بالضباط والجنود بصفة يومية، وذلك فى دلالة واضحة على أهمية التقارب والتواصل المستمر بين القيادة والضباط والجنود، للعمل على تطوير منظومة قوات الصاعقة.
الفرد المقاتل هو الركيزة الأساسية والرئيسية فى منظومة القوات المسلحة، حيث تقوم القيادة العامة للقوات المسلحة بتوفير جميع السبل المعيشية والإدارية لبناء فرد مقاتل، قادر على تنفيذ أى مهمة يكلف بها لحماية الأمن القومى المصرى، وعملية التطوير التى شهدتها وحدات الصاعقة المصرية خلال الفترة الأخيرة، كبيرة جداً.
وعملية تطوير الفرد المقاتل، سواء كانت تدريبية أو معيشية أو إدارية، لا تتوقف عند مستوى معين، وتوفير حياة ملائمة للعمل هدف رئيسى لجميع القيادات، لكى يتم الاستفادة من الفرد المقاتل لتنفيذ المهمات التى توكل إليه. وقال أحد أبطال قوات الصاعقة معلمى المدرسة: إن العلاقة بين مثلث العمل بالصاعقة هم الضباط وضباط الصف والجنود، لكى يمكن تمييزها، فالقائد يؤدى التمرين المفروض على الجندى ويأكل من الطعام نفسه الذى يأكل منه الجنود، ويستيقظ معهم، وصوت «البروجى» يوقظهما معاً، ومعه يذهب كلٌّ منهما إلى عنبره آخر اليوم للنوم، وكما يتضح ذلك فى التمارين التى تظهر عليها روح الحب والاحترام والوقار داخل وحدات الصاعقة، والتى تأتى فى إطار منظومة القوات المسلحة المصرية، ويبقى الدافع الوحيد هو السعى للوصول إلى الدقة والانضباط اللازم لتنفيذ المهام التى يُكلّف بها الفرد.
وتحدث الجندى مقاتل «أحمد رضا طه»، خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة، عن طبيعة حياته داخل وحدات الصاعقة، وكيف شعر بحجم الفارق بين الذى سمعه وبين الواقع، حيث أكد أن أول شىء تعلمه منذ دخوله قوات الصاعقة هو الانضباط والالتزام، وأهمية الاستفادة من الوقت، واستغلاله فى رفع الكفاءة الفنية والإدارية والتدريبية داخل وحدات الصاعقة. وكشف أن هناك لقاءات دورية أسبوعية تتم بين الجنود والقادة، يتحدّث فيها الجنود بكل حرية ودون قيود، وبكل ما يطرأ لديهم من أفكار، سواء داخل الجيش أو خارجه، حيث يحرص القادة على الإجابات الصحيحة والشفافة، وفى حالة عدم توافر المعلومة، يتم تسجيلها للإجابة عنها فى لقاءات تالية.
وقال العريف مقاتل «حسام أنور»، أحد أبطال قوات الصاعقة المصرية: إن وظيفته داخل وحدات الصاعقة، هى تدريب الجنود على اللياقة البدنية، وأهمية الالتزام بالأوامر والتعليمات العسكرية، وذلك فى إطار احترام متبادل بين الجميع. وأكد أن الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، شرف لأى مصرى، حيث إن جنود الجيش المصرى خير أجناد الأرض.
وقال الجندى مقاتل «محمود محمد محمد»، خريج تجارة طنطا، ومنضم إلى صفوف الصاعقة المصرية، إنه يفتخر بانضمامه إلى صفوف القوات المسلحة، موضحاً أن الحياة العسكرية علمته الكثير من الأشياء المهمة، كاحترام الوقت والانضباط والالتزام وتطوير الذات، بالإضافة إلى حماية أرض الوطن ضد التهديدات التى تُحاك ضده.
وأكد أن جميع السبل المعيشية والإدارية متوافرة داخل وحدات قوات الصاعقة، مما يُسهم فى تطوير ورفع كفاءة المقاتل، كما أن هناك اهتماماً واضحاً بالعملية التثقيفية والبدنية للجنود ولأبطال قوات الصاعقة، لشرح أى موضوع لهم، وذلك فى إطار التواصل المستمر بين القادة والضباط والجنود، مؤكداً أنه فخور بانضمامه إلى الجيش المصرى العظيم.
وتحدّث الجندى مقاتل «هانى أسعد»، أحد أبطال قوات الصاعقة، إنه لا يشعر بالتفرقة داخل صفوف ووحدات القوات المسلحة التى يخدم بها، مؤكداً أن العسكرية المصرية وشرف الجندية لا يُفرّق بين مصرى وآخر، لكن يجمعهم حب الوطن والدفاع عن ترابه، وصون مقدساته.
وشدّد خلال حديثه، على أن القادة والضباط والصف والجنود، يعملون وفق إطار محدّد ومنظم، وكل فرد يعرف اختصاصاته ومهامه، حيث يتم الاهتمام بالفرد المقاتل بجميع النواحى النفسية والإدارية والمعيشية، وتوفير حياة كريمة له، من أجل العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من أبطال القوات المسلحة لتنفيذ المهام التى يكلفون بها، لحماية مقدرات الأمن القومى المصرى.
وقال الجندى مقاتل «محمد يحيى زكريا»، خريج كلية دار العلوم: «فخور بأننى أقضى خدمتى العسكرية داخل قوات الصاعقة، لكونها مصدر القوة للقوات المسلحة، والناس لا بد أن تعرف أن هنا بالصاعقة مدرسة الوطنية التى دعمت داخلى الشعور بالوطنية، وما كنت أسمع عنه من بطولات لا يُمثّل 10% من واقع ما عايشته هنا بين جدران هذه المدرسة التى ساعدتنى وعلمتنى كثيراً».
وأضاف: «عندما تقدّمت بورقى للتجنيد، كنت أتمنى الالتحاق بقوات الصاعقة، لما فيها من صلابة وجسارة فى أداء المهمات، وإننى أعتبر أن الالتحاق بها يُظهر المعدن الأصلى، ويعكس سمات الرجولة للمجند، وكنت من قبل قد تقدّمت للالتحاق بالكلية الحربية، لكن لم يحالفنى الحظ، وبعد انتهاء فترة دراستى بالكلية، كانت الصاعقة هى هدفى الأول».
وأوضح أن «قضاء الخدمة العسكرية أثّر إيجابياً على شخصيتى، حيث تم تأهيلى بدنياً وعسكرياً، فضلاً عن أننى تعلّمت الكثير من الرياضات القتالية، والاشتباك وفض الاشتباك، وبالتالى يتم إعداد المجنّد أو الضابط بدنياً وعسكرياً، حتى إن طابور اللياقة الصباحى يُعد بمثابة الوقود اليومى لنا، لما يلهبه من حماس داخل صدورنا فى كل مرة نُردّد فيها شعار الصاعقة، عزيمة إصرار ونحن فعلاً أسود الجو، وأنا فخور بأننى أحد هؤلاء الأسود لحماية عرين الوطن».
وتابع: «أثناء وجودى فى الوحدة كتبت قصيدة بعنوان «وطن الأوطان» أقول فيها:
مصر يا وطن الأوطان.. أنت لفظ فى القرآن
أنت قوة.. أنت عظمة.. أنت فى حما الرحمن..
هذه أم البلدان..
أنت وطن فيكِ جيش يعطى للشرق الأمان
جيش وفّى والبطولة نهجه.. أثنى عليه رسولنا العدنان
هم خير أجناد وأعظم فتية.. عند الشدائد يُعرف الإنسان
لتزول عن قلب العروبة أمة.. جهل وفكر زائف وجبان
مصر.. جندى واحد من جنودك قلبه مزروع فيه إيمان
فيه خشوع وفيه عزيمة وفيه كيان.. هو ده سر الأمان
جندى الصاعقة لا ينام.. وقت الشدة أنت الذى أوقدت المعارك ثورة
صارت جنود العز خلف يديك
مصر خلد التاريخ اسمها.. هى للعروبة رفعة وكيان
يحميكِ رب العالمين حبيبتى ويدافع عنك الواحد الديان».
وقال جندى مقاتل أحمد بديوى عبدالمنعم، أحد أبناء محافظة المنيا: «تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، والتجنيد هو كلمة شكراً التى نقولها لمصر، وهو الواجب الذى يجب أن نسعى إليه، وليس أن يسعى هو إلينا، فمنذ انضمامى إلى صفوف قوات الصاعقة، تعلمت عدم الاستسلام والمثابرة وإيجاد ألف حل، فبعض الأمور بدت بالنسبة لى «تافهة» وسطحية، ونظرتى إلى الحياة والأمور من حولى اختلفت كثيراً، ومنذ اللحظة الأولى التى عرفت فيها أن تجنيدى فى سلاح الصاعقة، فرحت كثيراً لأننى كنت أسمع عن بطولات الصاعقة، لكننى عايشتها عندما جئت إلى المدرسة، وأصبحت أحد أبطالها، وطبعاً إحنا فى الصعيد نعشق العمل البطولى، لأن البطولة يصنعها الرجال، وكنت أتمنى أن أذهب إلى سيناء، لأنه شرف الجندية أن ننال الشهادة فى سبيل الوطن، ومنذ الصغر تربيت على حب الوطن وتمنيت الالتحاق بالقوات المسلحة».
وتحدث عن مراحل التدريب، مضيفاً: «لا يمكن أن أصف فترة التدريب الأولى بعد التحاقى مباشرة بقوات الصاعقة، رغم أنها كانت مرهقة وصعبة، لكنها أضافت لى الكثير، فقبل الالتحاق بالخدمة العسكرية لم أكن أتمتع بأى لياقة بدنية، أو الانتظام فى المواعيد، لكن الآن التدريبات غيّرتنى كثيراً واختلفت من الناحية الصحية والبدينة والنفسية، وفى كل جوانب شخصيتى، ودائماً ما أكون من الأوائل فى مسابقات الضاحية التى نقوم بها يومياً لمسافات لا تقل عن 3 كم، وأنصح أى مجنّد مستجد بالالتزام، لأنه مفتاح التميّز داخل صفوف العسكرية المصرية».
وأضاف «محمد عبدالعزيز»، أحد أبناء مدينة بنى سويف: «أكثر ما كان يزعجنى قبل أن أعلم أن تجنيدى فى قوات الصاعقة هو جسدى الهزيل، وتعجّبت كيف أؤدى هذه المهام وأنا فى هذه الحالة، مقارنة بما أشاهده وأسمع عنه من وحوش الصاعقة والبنية الجسدية المميّزة لكل منهم، لكن بعد فترة الإعداد والتدريب بدأت أجد تغييراً ملحوظاً، وتعلمت أن الجندى المقاتل هو فخر لأهله ووطنه، فأرى برق أعين والديى الممزوجة بالزهو والافتخار عندما أنزل فى إجازاتى، ويكفينى فخراً أن فترة تجنيدى كانت فى الصاعقة، أصعب وأقوى وأكفأ مكان لبناء الشخصية الوطنية».
وتابع: «التجنيد يصنع رجلاً يستطيع الانضباط والاعتماد على نفسه، خصوصاً فى الصاعقة، حيث تعلم كيفية الاشتباك وتدعيم المعركة، وكيفية أن ألقى بنفسى فى النيران والسيطرة على المواقف من سرعة التفكير وإنجاز المهمة المكلف بها فى أسرع وقت، وأقول لكل شاب فاته التجنيد داخل صفوف الجيش المصرى أنت فاتك الكثير، وينقصك الكثير، فالوطنية أساسها هنا، فكلنا نحب الوطن، إلا أن من انضم إلى صفوف القوات المسلحة يعلم المعنى الحقيقى للوطنية والتضحية بحب وبكل جسارة، فى سبيل حماية تراب هذا البلد».
وقال: «كل يوم قضيته هنا خلال فترة تجنيدى هو يوم بطولى، أنا أفخر بأننى داخل هذا الصرح الذى يجعل مصر حقاً فخورة بأبنائها من رجال الصاعقة المصرية، وأعتبر أنه الجندى رقم 1 فى العالم إذا تمت مقارنته بكفاءة المقاتل فى أى بلد فى العالم دون سلاح، فنحن نمتلك الإيمان، وهو أفضل ما يميزنا، وأعتبر أن كل يوم أقضيه هنا داخل مدرسة الصاعقة يوماً بطولياً فى حياتى أفتخر به، وسيظل محفوراً فى ذاكرتى، وسأنقله إلى أسرتى وأبنائى وأولادى فى المستقبل».
وتجمع مدرسة الصاعقة الكثير من التخصّصات المختلفة من المؤهلات العليا، وليس المؤهلات المتوسطة أو الفنية فقط، بما يجعل المعيار الأول هو الكفاءة القتالية العالية، وهو ما أكده جندى مقاتل «سمير محمد»، أحد أبناء محافظة الغربية، خريج كلية الهندسة، الذى قال: «قبل بدء فترة التجنيد أول ما علمت أن تجنيدى فى الصاعقة قلقت كثيراً فى البداية، خصوصاً أننى أعرف أنها أصعب وأقوى مناطق التجنيد فى القوات المسلحة، وأن المهام هنا شاقة وكثيرة، وبعد التحاقى بها، ربما كانت الأمور صعبة بالنسبة لى فى البداية، حيث التحول من الحياة المدنية بمفرداتها من كسل وراحة، إلى حياة منظمة وناجحة وصحية، وهنا وجدت فعلاً أننى أعدت اكتشاف نفسى من جديد، فأكبر ما يؤذى به الإنسان نفسه عدم ممارسته الرياضة والتدريبات، فضلاً عن النوم حتى وقت متأخر، فالانتظام والالتزام أساس الحياة داخل مدرسة الصاعقة، وبدأ أهلى يلاحظون هذا التغيير عندما أنزل فى الإجازة، وأصبحت قدوة لإخوتى الصغار».
وقال جندى مقاتل «محمد محمود»، أحد أبناء محافظة الغربية: «إعادة اكتشاف القدرات الذاتية وبناء المفهوم الحقيقى للإنسان السليم هو ببساطة دور مدرسة الصاعقة فى بناء مقاتل قوى».
وأضاف: «عندما عرفت أن توزيعى جاء فى مدرسة الصاعقة، فى البداية توترت، وكنت أخشى هذه المرحلة، لأننى كنت أعلم عن الصاعقة من خلال ما أسمعه من أصدقائى وأهلى، لكن قراءتى عن حرب أكتوبر خلق لدى الدافع والشغف للالتحاق بها، وأن أقدم لبلدى عملاً بطولياً.
وكشف عن أنه قبل انضمامه إلى الصاعقة لم يكن يتحمّل المسئولية بالقدر الكافى. وقال: «هنا تعلمت كيف أكون رجلاً وأستطيع أن أتحمل المسئولية والصبر ومواجهة الصعوبات، والمواظبة على اللياقة، بل إننى اكتشفت جوانب جديدة فى شخصيتى، لكونى دائماً متفوق فى اختبارات الرماية، وهو أمر اكتشفته فى نفسى، وبعد أن أنهى خدمتى سأحاول المواظبة على تلك المهارة التى اكتسبتها هنا، فالصاعقة مدرسة ليست فقط لتخريج القادة، لكنها تساعد الجندى على اكتشاف قدراته ونفسه مرة أخرى».
وفى ختام جولة «الوطن» التى انتهت بحلول الخامسة مساءً، أوضح الملازم علاء عبداللطيف، أن أى دفعات تجنيدية مستجدة يتم تدريبها بعناية فائقة، فهم حماة الوطن، ولا بد من إعداد جيل قوى يشرف وتتشرف به مدرسة الصاعقة، موضحاً أن مفهوم القيادة ينتقل من أعلى إلى أسفل، ولا بد أن يكون القائد متمتعاً بتطبيق هذا المفهوم واحتوائه جميع العناصر، سواء كانوا مجندين أو ضباط صف أو ضباطاً، وأن يتفهم مشكلاتهم ويعمل على حلها، فكلما كان المقاتل، أياً من كان، معنوياته مرتفعة، كلما أدى مهامه بكفاءة أعلى وبنتائج أكثر إيجابية، وربما أفضل من المتوقعة.
وأشار إلى أنه يوجد داخل المدرسة ما يُسمى بفرقة الصاعقة الراقية، وهذه الفرقة تكون أكثر عمقاً، وأشد تدريباً، ويتم اختيار أفرادها بعناية فائقة، ووفقاً للمواصفات القتالية القياسية فإن لديها قدرة كبيرة على التحمل والمثابرة والعزيمة، وفى الحقيقة كل الجنود أكفاء ويستحقون الانضمام إلى تلك المدرسة العريقة التى خرّجت أجيالاً وأجيالاً ليس فقط فى حماية الوطن، لكن لتُسجل بدمائها مجداً خالداً ومتجدداً مع طلعة شمس كل يوم.
وكشف عن أن فترة التدريب لأى مجنّد مستجد تتم من خلال إعداده بدنياً وذهنياً ونفسياً خلال فترة 45 يوماً، ومنها 15 يوماً ينتقل فيها الجنود إلى المناطق الصحراوية أو الجبلية والساحلية، لتتم المعايشة فى ظروف صعبة، والتدريب المستمر خلال أصعب المواقف والظروف بأن يتعايش فى ظروف قاسية ليخرج الجندى ولديه من القدرة والجَلَد وتحمل المسئولية ما نكون فخورين به حقاً، ومن هؤلاء المجندين من يقومون بإحراز معدلات قياسية فى الرياضات البدنية أو الرماية وغيرهما من الأعمال القتالية التى تتطلب دقة ومهارة عالية.
- أرض الوطن
- اجتماعات دورية
- الأعمال القتالية
- الأمن القومى المصرى
- الاستفادة القصوى
- الجيش المصرى
- الخامسة مساءً
- الخدمة العسكرية
- آداب
- آمن
- أرض الوطن
- اجتماعات دورية
- الأعمال القتالية
- الأمن القومى المصرى
- الاستفادة القصوى
- الجيش المصرى
- الخامسة مساءً
- الخدمة العسكرية
- آداب
- آمن
- أرض الوطن
- اجتماعات دورية
- الأعمال القتالية
- الأمن القومى المصرى
- الاستفادة القصوى
- الجيش المصرى
- الخامسة مساءً
- الخدمة العسكرية
- آداب
- آمن