طبيبك الخاص.. أسباب وأعراض إصابة الأطفال بـ«الجديرى»
أريد أن أعرف أسباب الإصابة بالجديرى لدى الأطفال وطرق الوقاية؟
يجيب د شريف عبدالعال
تكثر الإصابة بمرض الجديرى المائى عند الأطفال، الذى يعتبر من الأمراض المعدية التى تنتقل، عن طريق الجهاز التنفسى، باستنشاق الرذاذ الحامل للفيروس، وقد تنتقل عدوى الجديرى المائى إلى الجنين عن طريق أمه، إذا أصيبت به، مؤدياً إلى حدوث عيوب فى تكوين الجنين، خاصةً إذا حدث ذلك فى الفترة الأولى من الثلاثة أشهر الوسطى للحمل وأيضاً ينتقل المرض بملامسة الحويصلات المليئة بالفيروس المسبب للمرض، فبعد مرور فترة حضانة، تبدأ بعدها أعراض المرض، وذلك بظهور ارتفاع بدرجة الحرارة، صداع، مع ظهور بعض الخمول، وبعد مرور من 24 إلى 48ساعة، يبدأ ظهور الطفح الجلدى المميز لمرض جديرى الماء، على هيئة بقعة حمراء اللون وبحجم 2-3 ملليمتر، ثم تتحول بعد ذلك إلى حويصلة مليئة بسائل شفاف، الذى قد يتحول إلى سائل صديدى، وعادة ما تأخذ الحويصلة شكلاً كروياً، ولكن فى أحيان كثيرة، نجد وسط هذه الحويصلات مقعراً، وكثيراً ما تصاحب الحالة بالحكة، ونجد أن الطفح الجلدى يظهر على دفعات، وخلال 3-5 أيام، نجد أن أجزاءً كثيرة من الجسم مغطاة بهذا الطفح الجلدى، وبعد مرور فترة أسبوع تقريباً، تبدأ هذه القشور بالسقوط، حيث يعتمد ذلك على عمق وحدة الإصابة، ولكن الطفح الجلدى لا يختفى هكذا دفعة واحدة من على الجلد ولكنها عملية تحدث على ثلاثة أو أربعة أيام دون أن تكون هناك حدود زمنية واضحة تفصل بين نهاية مرحلة وبداية التى تليها، لذلك نلاحظ على الجلد وجود ثلاث مراحل فى الوقت نفسه ولكنها مختلفة التطور والمراحل هى: «طفح - حويصلات - قشور».
* يكثر الهرش فى حالة الإصابة بمرض الجديرى المائى لدرجة قد لا يستطيع الطفل معها أن ينام أثناء الليل ويدفعه المرض إلى الهرش بعنف مما يسبب تلوث الحويصلات.
* وبالتالى قد يؤدى بها إلى أن تترك آثاراً أو علامات مستدامة وظاهرة، لذلك يجب على الوالدين أن يراقبا طفلهما بعناية فى هذه الحالة ويمنعاه من الهرش.
* فترة النقاهة تتميز بانفصال القشور الأخيرة وتساقطها
ويحتاج المريض للراحة التامة وابتعاده عن الإرهاق لمدة عشرة أيام على الأقل وحتى لا يؤدى إلى إصابة أطفال آخرين بنفس المرض وحتى يتم علاجه ولذلك يوصى بحصول الطفل على إجازة من المدرسة وذلك حتى يتم العلاج بطريقة صحيحة مع تناول الأدوية المسكنة والمخفضة للحرارة، وذلك بالإضافة للعلاجات الموضعية المضادة للفيروسات، ولكن لا بد من عزل الطفل حتى اختفاء الحويصلات المائية لعدم نشر العدوى وتقليم أظافر الطفل ومنعه من حك جلده، مع إعطائه المهدئات والمضادات الحيوية حسب تقرير الطبيب ودهن الجلد بالسوائل الملطفة، أيضاً مع العناية بجلد الطفل وتغيير ملابسه وفراشه.
إنه مرض بسيط ونادراً ما يحدث مضاعفات وغالباً ما تكون مضاعفات الجديرى المائى ناتجة عن نشاط البكتيريا كإصابة ثانوية وخطورتها أشد من عدوى الفيروس نفسه.
كما أنه يمكن أن يتسبب فى مضاعفات خاصة فى الأطفال الرضع وفى حالة ضعف المناعة، وذلك بسبب حدوث التهاب بكتيرى بالجلد، الرئة، المفاصل، أو المخ، لكنها حالات نادرة وقليلاً ما تحدث، فإنه بعد العلاج وانتهاء المرض قد يظل الفيروس كامناً فى العقد العصبية لعدة سنوات مما قد يؤدى إلى الإصابة فيما بعد بالهربس العصبى Herpes Zoster الذى يظهر فى صورة حويصلات جلدية فى جزء معين من الجسم مع ألم شديد، فقد وجد أن 20% من الذين قد أصيبوا بالجديرى المائى تحدث لهم الإصابة بعد سنوات بالهربس العصبى.
إننا نريد الأفضل لطفلنا، وهذا يعنى أن نجعله سعيداً آمناً، والأهم أن نحرص على أن يتمتع بصحة جيدة، والحفاظ على الطفل صحيحاً لا يعنى فقط إطعامه جيداً أو إلباسه ملابس تدفئه، بل يعنى أيضاً حصوله على الرعاية الطبية الدورية المنتظمة التى تعنى بدورها أكثر من مجرد الفحص الدورى وأخذه للطبيب عندما يكون مريضاً بل أيضاً حصوله على التطعيمات المطلوبة فى مواعيدها المحددة.
إن الدراسات أثبتت أن أكثر من 95٪ من الأطفال يتعرضون للعدوى بالمرض فى مرحلة الطفولة، والتطعيم ضد المرض يوفر للطفل عدم التعرض للإصابة به مدى الحياة، فلذلك ينصح بإعطاء الأطفال التطعيم ضد الفيروس الذى يعطى حماية من المرض بنسبة 90٪ تقريباً.