«سوق الجزم المستعملة».. «الزباين طفشت»
«جمال» مع بضاعته
الثامنة صباحاً.. يقف على رصيف بميدان عبود، يرتب الأحذية المستعملة وينظفها بعناية، ينتقى منها الأجمل ويضعه فى المقدمة ليجذب به المارة ثم يجلس.. تمر ساعات وما زال ينتظر قدوم زبون، ثم يهم بالوقوف مرة أخرى ويحاول ترتيب بضاعته بطريقة مختلفة على أمل أن يتغير الوضع، دون جدوى.
«جمال»: «الأسعار زادت واللى بيعرف التمن بيمشى»
10 أعوام قضاها جمال صبحى فى بيع الأحذية المستعملة، يعتمد عليها فى الإنفاق على أسرته، فقد كانت مهنته سهلة فى نظره ومريحة ومكاسبها المادية جيدة، يقول: «من ساعة ما الأسعار غليت والسوق مريّح، اللى بييجى يقلّب فى الحاجة ويقيسها ويسأل بكام، وأول ما يعرف السعر ياخد بعضه ويمشى».
يتقدم أحد المارة نحو بضاعة «جمال»، يتفحص كل حذاء كأنه يبحث عن شىء بعينه، فوقعت عيناه على حذاء أحمر التقطه بلهفة ثم بادر بالسؤال: «بكام ده يا عم؟»، فأجاب: «بـ40 جنيه بس»، بدت الدهشة على وجه الزبون ثم وضع الحذاء، وقال: «ده مستعمل ولا كمان الحاجات المستعملة غليت وهتقول لى أصل الدولار السبب؟».. لم ينتظر سماع رد «جمال» وغادر.
مشهد متكرر ومأساة يعيشها «جمال» كل يوم، حاول التنقل إلى أماكن مختلفة يبيع فيها لكنه وجد الحال كما هو: «كل يوم بافرش فى مكان شكل وبرضه محدش بيشترى»، أما محمد فوزى، الذى اعتاد شراء الأحذية المستعملة فيقول: «حتى المستعمل غلى والواحد بقى يقضيها باللى عنده مش لازم نلبس كل يوم جزمة شكل ونتمنظر، بعد ما الأسعار غليت كل الناس بقت ناصحة وبتشترى كل حاجة بحساب، ومفيش أسود من الأيام اللى إحنا عايشينها».