يديعوت أحرونوت: أحكام الدستورية العليا دفعة جديدة لشفيق
اعتبر الكاتب الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية "يارون فريدمان" أن الحكم بحل مجلس الشعب ذي الأغلبية الإسلامية، والموافقة على خوض أحمد شفيق لانتخابات الرئاسة ومن قبلهما الحكم على مبارك بالسجن المؤبد وليس إعدامه وتبرئة ساحة نجليه، كلها خطوات لدعم شفيق في المنافسة أمام مرشح الإخوان المسلمين، وأضاف فريدمان في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن قرارات أجهزة الحكم المؤقت في مصر -والتي تخضع جميعا للمجلس العسكري- تشير إلى توجه سياسي واضح يصب في مصلحة المرشح شفيق.
واستطرد فريدمان "إذا كان الثوار يعتبرون كل صناع القرار في الفترة الانتقالية ممثلين للنظام السابق، فإن المجلس العسكري نفسه يعتبر -عن حق- من بقايا النظام السابق، الذي كان يمثله مبارك ويمثله حاليا أحمد شفيق، فكلاهما كان قائدا للقوات الجوية".
وعن رد فعل الجيش في حالة فوز الإخوان المسلمين في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، طرح الكاتب الإسرائيلي ثلاثة سيناريوهات، الأول يشبه النموذج التركي قبيل عهد رجب طيب أردوغان، بمعنى أن يسيطر الجيش على البلاد إذا رأى أن هناك خطرا يتمثل في سيطرة الإسلام المتطرف، والثاني الذي يراه فريدمان مفاجئا هو أن يتخلى الجيش طواعية عن سيطرته المطلقة ويترك الساحة السياسية لممثل الإخوان المسلمين، وهو احتمال ضعيف ما لم يتبع مرسي خطوات حذرة، من بينها تشكيل حكومة موسعة وعدم استبدال الدستور بالشريعة الإسلامية، أما السيناريو الثالث فهو تأجيل الانتخابات، وهو سيناريو من شأنه أن يجر مصر إلى موجة جديدة من الاضطرابات؛ حيث سيعتبره قادة الثورة والإخوان مؤامرة لمنع اختيار مرسي.
وتابع فريدمان أن الثورات العربية أتاحت للمرة الأولى للإخوان المسلمين تأسيس حزب شرعي وتنظيم مظاهرات، ومن المتوقع أن تبسط نفوذها في نهاية المطاف على الشارع المصري، ودفع الجماعة بمرشح إخواني لانتخابات الرئاسة قد يمكنها من فرض سيطرتها من خلال الجمع بين السيطرة على البرلمان والرئاسة، ومن المتوقع أن تؤثر الأحداث التي ستشهدها مصر خلال الأيام القادمة على الشرق الأوسط بأسره، فإذا حدث انقلاب عسكري سيشكل إشارة تحذير للحركات الإسلامية في دول أخرى، ولا سيما تلك التي تعتزم الدفع بمرشحين للرئاسة، في المقابل سيشكل فوز مرسي والإخوان المسلمين بلا شك حافزا للإخوان المسلمين في السلطة الفلسطينية (حماس) وفي الأردن وسوريا.