واشنطن بوست: مصر وإيران لن يكونا حليفين حتى بعد مبارك
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن "المصريين ما زالوا لا يثقون في إيران، وإن القاهرة لا تعتزم التضحية بعلاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة ودول الخليج من أجل التقارب مع إيران، على الرغم من حالة التفاؤل بإمكانية تحسن العلاقات المصرية الإيرانية نتيجة صعود الإسلاميين على الساحة السياسية وإظهار السلطة الحاكمة في مصر درجة من الود نحو طهران منذ الإطاحة بالرئيس مبارك".
وتابعت الصحيفة أن مصر ابدت قدرا من المرونة عقب سقوط مبارك وافقت على عبور سفينتين تابعتين للبحرية الإيرانية لقناة السويس متجهتين إلى سوريا، وأعلن وزير الخارجية آنذاك نبيل العربي أن إيران لم تعد دولة معادية لمصر تعليقا على رغبة الإيرانيين في إقامة علاقات وثيقة مع مصر، لكن التقارب المصري الإيراني أثار قلق الولايات المتحدة ودول أخرى في ظل تصريحات مسؤولين إيرانيين عن أن الربيع العربي سيشكل شرقا أوسط إسلاميا جديدا، وأن ثورة مصر هي امتداد للثورة الإيرانية عام 1979.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى مع صعود جماعة الإخوان المسلمين وسيطرتها على مجلس الشعب، لا يوجد مؤشر على انفراجة في العلاقات المصرية الإيرانية، فقد أغلقت السلطات المصرية مكتب قناة "العالم" الإيرانية في القاهرة وصادرت معداتها بحجة عملها بدون ترخيص، كما احتجزت دبلوماسيا إيرانيا ثم طردته من القاهرة الشهر الماضي للاشتباه في ممارسته أنشطة تجسس في مصر ودول الخليج.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران رأت ثورات الربيع العربي فرصة لنشر نفوذها في الدول العربية التي حكمتها أنظمة قمعية ناصبت طهران العداء، لكن الأنظمة الجديدة لم تختلف عن القديمة في عدائها لطهران، ودقت مؤسسة الأزهر -رمز الإسلام السني في مصر والعالم الإسلامي- ناقوس الخطر واتهمت إيران بمحاولة نشر المذهب الشيعي في مصر واعتبرت ذلك "قضية أمن قومي"، إضافة إلى أن سعي إيران لتكريم بعض عائلات شهداء الثورة في طهران قد أثار انتقادات واسعة.
وأضافت الصحيفة أن الربيع العربي كان كارثة بالنسبة لإيران؛ حيث حاولت أن تصور الثورات العربية كامتداد للثورة الإيرانية عام 1979، لكنها لم تستطع، فالعرب لا يرون إيران نموذجا يحتذى به، كما أن النظام العلوي في سوريا -حليف إيران- معرض للسقوط أيضا، ويكافح لاحتواء الثورة الشعبية، ما يضعف دور إيران إقليميا.
وترى الصحيفة أن هناك عقبة كبيرة تقف أمام التقارب المصري الإيراني هي حاجة مصر إلى الدعم الاقتصادي من المملكة السعودية وغيرها من دول الخليج التي تتحفظ على العلاقات مع طهران بسبب برنامجها النووي، ودعمها الواضح للأغلبية الشيعية في البحرين، واحتلال ثلاث جزر إماراتية في الخليج العربي، وعلاوة على ذلك فإن مصر تحصل على حوالي 1.5 مليار دولار سنويا مساعدات عسكرية واقتصادية أمريكية، كما أنها تعتمد على دعم واشنطن للحصول على قروض من صندوق النقد والبنك الدوليين، ولهذا فإن الظروف غير مناسبة لإقامة علاقات طيبة بين مصر وإيران لتعارض مصالحهما الاستراتيجية في المنطقة.