أحد طلاب الأزهر المصابين بالتسمم: "ما ينفعشي أسيب المدينة.. أروح فين يعني"
طابور طويل يصل في كثير من الأوقات إلى طرقات المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر، يقف فيه الطلاب يوميا ابتداء من الساعة 12 ظهرا وحتى الساعة الرابعة عصرا، ليحصلوا على وجبة الغداء الخاصة بهم، والتي تتكون من أرز وأحد أنواع الخضراوات وقطعة لحم أو فراخ.
لم تتعد المرات التي تناول فيها طعامه في المدينة الجامعية الـ10 مرات، لكن كان نصيبه أن تكون آخر هذه المرات التي يقرر فيها أن يتناول غذائه، هي المرة التي يُصاب فيها بالتسمم وينتقل إلى مستشفى الزهراء الجامعي مع 24 من زملائه.
إسلام خليل، طالب في كلية التربية بجامعة الأزهر، جاء من قريته بمحافظة المنيا ليكمل تعليمه الجامعي بالقاهرة، ليصطدم بالواقع الذي سيعيش فيه أربعة أعوام جامعية كاملة، "رحت أول يوم المدينة كان يوم جمعة وحسيت إني في مستشفى وكنت مش طايقها ولا طايق نفسي"، وعلى الرغم أن إسلام لم يتقبل المدينة الجامعية وسلبياتها منذ اليوم الأول إلا إنه اضطر أن يسكن بها.
وبعد أن أمضى إسلام، عامين في غرفته الصغيرة التي يشاركه فيها أحد أصدقائه داخل المدينة الجامعية الأزهرية، تعرض إسلام للتسمم بعد تناوله وجبة غداء فاسدة، والتي تم نقله بسببها لمستشفى الزهراء الجامعي.
يروي إسلام ما حدث له، فيقول إنه بعد أن انتهى من يومه الدراسي الطويل في جامعته ليعود للمدينة في الخامسة عصرًا، وجد صديقه أحضر له وجبته وتركها له في الغرفة، "مكلتش منها غير الفراخ وشربت العصير"، ومع اقتراب أذان الفجر شعر إسلام بمغص بمعدته وتقيأ كل ما تناوله.
ذهب إسلام لأصدقائه وأيقظهم لأداء صلاة الفجر ليُفاجأ أن جميعهم يعانون مثل حالته، فذهبوا إلى العيادة الطبية الخاصة بالمدينة، ووصف لهم الطبيب حقنة وعدة أدوية فتناولوها وتحسنت حالتهم، لكن مع مرور الوقت بدأ المرض يعود إليهم من جديد، ليعودوا إلى العيادة الطبية بالمدينة فيجدوها قد أغلقت أبوابها.
"واحد من صحابي اتصل بالإسعاف وجت عربية ركبنا فيها كلنا وانتقلنا هنا"، وبمجرد وصول إسلام وأصدقائه لمستشفى الزهراء الجامعي بدأ الأطباء في تقديم الأدوية وتعليق المحاليل الطبية لهم.
لم يتعجب إسلام من حالة التسمم التي أصابته فهو يعلم جيدا أن الطعام في المدينة ليس جيدا، لكنه يضطر في بعض الأحيان إلى تناوله، "الفراخ بتبقي ناشفة عشان مش مستوية كويس والعادي إن على طول فيها دم"، لم يشعر إسلام بتغيير في رائحة أو الطعم الخاص بغدائه.
لم يفكر إسلام يوما في الانتقال للحياة في شقة مع أصدقائه خارج المدينة الجامعية، حيث إنه يرى أن المدينة وإن كان الطعام بها غير نظيف، إلا أنها توفر له الكثير من الوقت خاصة في فترة الامتحانات، فالحياة في شقة خاصة تجعله مسؤولا عن أن يعد الطعام لنفسه، كما أن المدينة بها توفر الهدوء الذي يلزمه للدراسة، كما أنها قريبة من كليته، لذلك قرر إسلام بعد ما تعرض له من تسمم ألا يأكل من طعام المدينة مرة أخرى، لكنه لن ينتقل منها إلى أي مكان آخر.