مريض أرتكاريا «كعب داير» على المستشفيات
مريض أرتكاريا
خمس سنوات كاملة، قضاها عبده أبوخلفية، شيف كبابجى، متردداً على المستشفيات والمعامل الحكومية، لتشخيص حالته الصحية التى تسوء يوماً بعد الآخر، نظراً لانتشار حبوب على جسده ترتفع عن مستوى الجلد، نتج عنها حالة من «الهيجان» فى الجسم وسخونة متواصلة، واختناق فى التنفس، وضعف شديد فى القدمين والكفين، لم يعد بعدها قادراً على الوقوف أو القيام بأى أعمال تحتاج إلى قوة بدنية ولو بسيطة، وفى كل مرة يذهب فيها إلى أحد المستشفيات الحكومية، يأتى الرد بأنها «شوية حساسية وهتروح مع الوقت»، إلى أن أخبره طبيب خاص ذهب إليه لسوء حالته بأن عدم تلقيه العلاج المناسب خلال الـ18 يوماً الأولى تسبب فى إصابته بـ«أرتكاريا» مزمنة يحتاج علاجها إلى 12 حقنة Xolair، سعر الواحدة منها 2700 جنيه.
«عبده»: طبيب أمرنى بتناول 19 قرصاً يومياً فأُصبت بـ«حساسية»
رحلة جديدة من «اللف» على المنافذ الحكومية للبحث عن دوائه، خاضها الشاب العشرينى لعدة شهور متتالية، كانت تُقابل فى كل مرة برفض أوراق علاجه على نفقة الدولة، لعدم اندراج أدوية الجلدية ضمن قائمتها، وفى النهاية لم يجد أمامه سوى باب مكتب رئيس المجالس الطبية المتخصصة، فوقف عليه لساعات طويلة حتى سمح له موظفو الأمن بمقابلته، وبعد البحث فى قائمة أدوية وزارة الصحة المتوافرة لديه، أخبره بأن «علاجه مش عندهم، وأنه مش هيقدر يفيده، وأن مجيئه كل يوم مضيعة للوقت لا هيقدم ولا هيأخر». استمع «عبده» إلى نصيحة بعض الأطباء الذين أبدوا تعاطفهم مع حالته الصحية السيئة، بالبحث عن علاجه بعيداً عن أبواب الحكومة لأنه لن يجده بداخلها، وزاد من إقناعه، تجربته مع أحد أطباء مستشفى حكومى فى مدينة دمياط الجديدة، الذى أمره بتعاطى 19 قرصاً من العلاج يومياً لمدة شهر كامل دون انقطاع، وبدلاً من أن يسهم هذا الدواء فى شفائه وتخفيف آلامه المتواصلة منذ خمس سنوات، أصابه بأنواع أخرى من حساسية الدواء، فذهب إلى أحد أعضاء مجلس الشعب عن دائرته، الذى استطاع توفير حقنتين له من منافذ وزارة الصحة مجاناً بعد اتصاله بأحد المسئولين فى الوزارة.