«الوطن» تواصل فتح ملف.. «أباطــرة الاحتكــار» الغلاء الفاحش للسلع الحيوية
عمال يجمعون الأرز
من بين كل ألغاز فوضى انفجار أسعار كل السلع، يشغل «الأرز» -الطبق الرئيسى لكل المصريين- مساحة شاسعة من الدهشة والذهول، لأن مصر تنتج منه سنوياً ضعف احتياجاتها تقريباً، ويأتى الأرز دائماً ولمدة ربع قرن على رأس قائمة السلع الغذائية التى نصدرها للعديد من دول العالم!
أكثر من مليون طن أرز نصدرها سنوياً بأسعار تتراوح بين 800 و1000 دولار للطن. ومع ذلك تحولت الطوابير أمام البقالين التموينيين انتظاراً لمقررات الأرز، إلى مشهد ثابت طيلة عام كامل، وانفجرت أسعار الأرز الحر فى الأسواق حتى وصل سعر الكيلو فى بعض الأصناف إلى عشرة جنيهات.. ووقفت وزارة التموين ومعها كل أجهزة الدولة عاجزة تماماً عن تقديم أى إجابات مقنعة تحل هذا اللغز الكبير.
«الوطن»، عبر هذه الحلقة من حلقات أباطرة احتكار السلع الأساسية، وصلت إلى معظم آليات التلاعب بسلعة الأرز، واكتشفت أن التواطؤ بين كبار الموظفين فى مضارب الحكومة وبين كبار التجار كان سبباً فى صناعة الجانب الأكبر من أزمة الأرز، فقد تعمد المسئولون عدم فتح المضارب أمام الفلاحين فى الموعد المناسب، لإرغامهم على البيع للتجار، ثم جاء السعر المتدنى الذى حددته وزارة التموين لشراء الأرز من الفلاحين ليدفعهم دفعاً إلى شبه إضراب جماعى عن التوريد للحكومة، والبيع للتجار بأسعار أعلى قليلاً من السعر الذى حددته وزارة التموين، وقد تعمد التجار فتح باب التصدير على مصراعيه عن طريق التهريب، وتخزين الباقى حتى تضطر هيئة السلع التموينية -تحت ضغط الحاجة إلى شرائه- إلى رفع أسعاره ليستفيد كبار التجار من فارق السعر الضخم بين شرائه من الفلاحين وبين بيعه للحكومة!
التواطؤ والتخزين والتهريب وتعطيش الأسواق هى الآليات التى مكنت عدة أشخاص من تحقيق المليارات سنوياً من سلعة واحدة فقط هى الأرز، الذى يشقى الفلاحون فى زراعته ويضغط على موارد مصر المائية، وفى النهاية لا يجنى منه من زرع غير محاضر المخالفة ومحاضر حرق قش الأرز، وفى حين يتهافت العالم كله على أصناف الأرز المصرى بسبب مواصفاته الغذائية فائقة الجودة، يعلن وزير التموين عن فتح باب استيراد الأرز الهندى لمواجهة مافيا الاحتكار!
أليس استيراد الأرز الهندى هو أعظم مكافأة لهذه المافيا، وأسوأ عقاب للفلاحين وللشعب المصرى كله؟!، وهل استنزاف العملة الصعبة فى استيراد سلعة لا يوجد أدنى مبرر لاستيرادها سوى العجز عن مواجهة مافيا الاحتكار، هو الحل لأزمة الأرز؟ الإجابات والدهشة معاً، تعثرون على كثير منها فى هذا الملف: