«سوق الأنتيكا جبر».. لا سياح ولا مصريين
«سيد» داخل «الجاليرى»
يجلس أمام محله الصغير بمنطقة الحسين، يتأمل حركة المارة، يساعد كل من تتعثر قدماه فى المشى ويبادر بمنحه كرسيه الخشبى ليأخذ قسطاً من الراحة عليه، يتنفس الصعداء ليستعيد نشاطه وحماسه مرة أخرى ليستكمل تنظيف المحل، ومن ثم يعاود الجلوس ومراقبة المارة ثانية.
«سيد»: الحال واقف بسبب أزمة السياحة والدولار
هكذا يسير العمل فى محل «سيد محمد» على قدم وساق بعد تلاشى حركة البيع والشراء تدريجياً ثم اختفائها، فالمهنة التى أفنى فيها الرجل الستينى عمره أصبحت فى طريقها إلى الاندثار بعد الركود التام الذى شهدته السياحة فى مصر، ثم أزمة الدولار التى أجبرت المواطنين على الالتزام بالأولويات والابتعاد عن أى وسائل ترفيهية تثير البهجة فى نفوسهم أو تشبع احتياجاتهم النفسية.
مر الأمر تدريجياً، ففى أعقاب ثورة 25 يناير، وتأثر السياحة وانخفاض القادم إلى مصر، غيَّر الرجل وجهته إلى المشترى المصرى، لم يكد يفرح بالعائد الذى يأتيه على قِلَّته، حتى اشتعلت أزمة الدولار، ليصير الأمر «جاليرى دون مشترين، لا سياح ولا مصريين».
مستوى البضاعة يحدد مشتريها، صحيح أن بضائع «سيد» فى الجاليرى البسيط الذى يملكه واردة من أسواق شعبية مثل سوقَى الخميس والجمعة، وتقتصر على النجف القديم والفوانيس والكلوبات، ولا يزيد سعرها فى هذه الأسواق على 100 جنيه، إلا أنها كانت بالنسبة لسيد وزبائنه «تحفاً فنية»، تدر عليه دخلاً كبيراً قبل «يناير»، ومقبولاً بعدها، قبل أن يندثر الكبير والمقبول، ويصير على الجاليرى وبضاعته، ويؤكد «سيد»: «آخرنا نبيع حتة ولا اتنين فى الأسبوع.. والباقى بنّش».