زوارها تغيّروا والعاملون فيها يشكون عدم تطويرها: الكافيتريات لـ«الشباب».. والجناين «لـ«الحبِّيبة»
صورة أرشيفية
حتى وقت قريب كانت الحدائق العامة مقصداً للأسر المصرية للتنزه والاستمتاع بالطبيعة الخضراء، ولكن بمرور الوقت وتغير مزاج المصريين تحولت الحدائق إلى مساحات مهجورة لا تطأها أقدام الزوار إلا فى الأعياد والمناسبات، وفيما عدا ذلك من أيام فهى مساحة للطلاب الهاربين من المدرسة لقضاء مدة اليوم الدراسى بعيداً عن أعين مراقبيهم، أو الشباب الراغب فى ممارسة أعمال منافية للآداب وهو ما رصده بعض العاملين فى هذه الحدائق.
أمام البوابة الرئيسية لحديقة «الحرية والصداقة» المجاورة لدار الأوبرا، يقف أحمد شوقى، فرد أمن، يقتضى عمله تنظيم الدخول والخروج ومتابعة الحديقة من الداخل، لكنه بدلاً من ذلك سحب كرسياً إلى الظل ليقرأ جريدة: «مابقاش فيه حد بييجى، ممكن راجل كبير جاى يشم هوا نضيف أو زوج وزوجته مع طفلين صغيرين، لكن مفيش شباب بيزور الحديقة ويقعدوا بالساعات زى زمان». الرجل الذى يعمل بالحديقة منذ أعوام يشير إلى أن رسوم الدخول لا تتخطى 5 جنيهات، لكن الشباب لا يرى فائدة من زيارتها: «زمان الشباب كانوا بييجوا علشان مفيش قدامهم غير الحديقة، دلوقتى بقى فيه قهاوى وكافيهات أكتر، وكلها بتجذب الشباب».
زوار الحديقة حسب «شوقى»، انحصروا فى فئات معينة: «أغلب اللى بييجى الحديقة بيكون علشان يمارس أعمال منافية للآداب، وبنطردهم لما نشوفهم، وساعات بيكونوا بجحين ويقولوا لى وانت مالك، ودول بييجوا فى أيام الدراسة»، لكن مدير الحديقة إيهاب الحداد، بدا أكثر يأساً: «مفهوم الحديقة مابقاش موجود لدى الشباب، وبقت الحديقة بتضمهم فى وقت لما حد منهم يقرر يعمل عيد ميلاد أو اجتماع لمناسبة، لأن المكان واسع، وفى غير الحالات دى مش بنشوفهم»، مطالباً بتغيير الحدائق لنفسها وتطويرها لمواكبة التغييرات السريعة: «أنا عندى كافيتريا فى الحديقة باقدم فيها مشروبات، لكن محتاجة تطوير، لأن الشباب مش هييجى علشان يشرب حاجة ويمشى، لازم شاشات كبيرة ومطاعم وتقديم خدمات جديدة».
على باب حديقة «الأندلس»، يجلس بليغ حمدى، عامل، شاهداً على تغيير حالة الحديقة منذ 10 سنوات هى عمر عمله بها: «بقالى هنا 10 سنين، ماشُفناش الانقطاع التام عن الحديقة زى الفترة الأخيرة، خصوصاً الشباب»، مبيناً أن الحالة الوحيدة التى يقصد فيها الشباب الحديقة تكون لممارسة أفعال منافية للآداب: «ييجى لى الواحد من دول ومعاه واحدة، باعرفهم من شكلهم، ولو لقيت تصرفاتهم مش كويسة باطردهم، وياما شفت حالات زى دى كتير ومابرضاش أسلمهم للشرطة علشان مايتفضحوش»، مشيراً إلى أن الكافيهات أصبحت عدوهم الأول، وأن السماح بشرب الشيشة داخلها هو السبب الذى يجعلها ملتقى للشباب، ليقاطع حديثه محمد الفيشاوى، المهندس الزراعى للحديقة: «زمان ماكانش قدامنا غير الحدائق، دلوقتى الشباب عنده بدايل كتير وأحسن من هنا».
على أبواب حديقة «الجزيرة»، يقف حسين المهدى، لقطع تذكرة له ولأخته التى اصطحبها لتقضية وقت معه، بعيداً عن ضغوط الحياة، لكن جلوسه لم يطل: «بمجرد ما دخلنا لقينا كل شاب قاعد ومعاه واحدة بشكل مش لطيف، أخدت أختى وخرجت». موقف يدعمه حسين عبدالعظيم، محصل التذاكر: «للأسف الناس بقت بتبص على اللى جايين هنا على أنهم متحرشين أو ناس مش محترمة، والجيل اللى طالع كله فاكر الحديقة مكان لقلة الأدب»، مشيراً إلى أن الحديقة مناسبة أكتر للأسر التى لديها أطفال.
الكافتيريات ملجأ الشباب بسبب الشاشات والواى فاى
أحد العاملين فى الحدائق العامة