الأزهر يتبرأ من مؤتمر «الشيشان» بعد تصاعد غضب السعودية من بيانه الختامى

10:16 م | الاثنين 05 سبتمبر 2016

تبرأت مشيخة الأزهر من مؤتمر «أهل السنة» الذى عُقد الأسبوع الماضى فى «جروزنى» العاصمة الشيشانية، بعد الانتقادات التى أثارها بيانه الختامى، وردود الفعل الغاضبة فى المملكة العربية السعودية بسبب استثنائه السلفية من تعريف أهل السنة.

وكان البيان الختامى للمؤتمر الذى عُقد تحت رئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، استثنى السلفية من تعريف أهل السنة، معتبراً أن أهل السنة هم فقط الأشاعرة والماتريدية فى الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة فى الفقه، وأهل التصوف الصافى علماً وأخلاقاً وتزكية.

{long_qoute_1}

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن المؤتمر لم يخضع فى تنظيمه للأزهر الشريف، ولم يكن حتى تحت رعايته، ولم يشارك الأزهر فى أعماله وفعالياته ولا حتى بيانه الختامى، وكان دوره مقتصراً على الكلمة التى ألقاها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى افتتاحه، ككلمة تاريخية أثناء زيارته للشيشان.

وأضاف «شومان»، فى تصريحات له، أن كلمة الإمام الأكبر خلت من أى شىء يثير الملاحظات أو الانتقادات كما حدث فى البيان الختامى، ولو أن القائمين على المؤتمر اعتمدوا على تلك الكلمة فى صياغة بيانهم الختامى لأغنتهم عن هذا اللبس والخلط الذى حدث، لافتاً إلى أن البيان الختامى أثار العديد من الملاحظات عليه من قبَل المملكة العربية السعودية وبعض الدول.

وأشار «شومان» إلى أن الأزهر اتصل بمنظمى المؤتمر، رغم أنه غير مسئول عنه، وطلب منهم توضيحاً للبيان حتى يقضى على الاعتراضات التى ظهرت ضده، مشدداً على أنه لا يوجد بين الأزهر وعلمائه وبين السعودية وعلمائها أو أى دولة إسلامية أى خلافات. وكانت المشيخة قالت، فى بيان عن المكتب الإعلامى للإمام الأكبر، إن شيخ الأزهر قد نص خلال كلمته للأمة فى هذا المؤتمر على أن مفهوم «أهل السنة والجماعة» يُطْلَق على الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث (السلفية). من جانبه، قال الحبيب على الجفرى، رئيس مؤسسة طابة الراعية لمؤتمر «أهل السنة»، عبر صفحته على «فيس بوك»، إن مفهوم أهل السنة يسع كل من احتكم إلى قواعدهم فى تلقى الكتاب والسنة رواية، والاختلاف حول الدراية هو خلاف تحت مظلة أهل السنة، ‏وتكمن ضرورة تحرير مصطلح أهل السنة فى تبرئته من أدعياء السنة الذين استباحوا الدماء وكفّروا أهل القبلة.

ونشر «الحبيب» ورقة بحثية تابعة للمؤتمر تحت عنوان «أثر الخروج عن منهج أهل السنة» شملت تعريف أهل السنة بأنهم الأشاعرة والماتريدية والآخذون بفقه المذاهب الأربعة والمعتنون بالتصوف تزكية وسلوكاً، مضيفاً: «أدى الخروج عن المنهج الأصيل لأهل السنة إلى إزهاق الأرواح، وتخريب البلاد، حتى صال أعداء الأمة عليها، وصار الاحتراب الداخلى الذى كان السلف ينعتونه بالفتنة يُصبغ بصبغة الجهاد، فيقتل الابن أباه، ويُقتل المصلون فى المساجد بدعوى الجهاد فى سبيل الله».

فى المقابل، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، لـ«الوطن» إن تصريحات الأزهر وتراجعه وإلحاق السلفية الوهابية بأهل السنة والجماعة وخلع نعت أهل الحديث عليهم مخالف للحقيقة العلمية، مضيفاً: «الأمة المسلمة ارتضت تعريفاً محدداً له منذ 1300 عاماً وقصرته على مجموع الأشاعرة والماتريدية، أما السلفية فهم دخلاء متطفلون على هذا المصطلح ولا يمتون إليه بأدنى صلة، فالسلفية الوهابية يريدون بتصرفاتهم احتكار أهل السنة والجماعة لأنفسهم فقط، فيحكمون على من عاداهم بالزيغ والفساد والبطلان ويخصون بالذات المذهب الأشعرى الذى تنتمى إليه مشيخة الأزهر والإمام الأكبر.