يسري نصرالله: ليلى علوي من أخر جيل ممثلات حلم بهن الشباب
المخرج يسري نصرالله
قال المخرج يسري نصرالله، إن الفنانة صابرين هى التى عملت على تطوير دورها فى فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن"، مضيفا: "شخصية «أم رقية» خلال أحداث الفيلم تحرك الأحداث من الخلفية، ورغم أنى أرفض أن يطلب منى أحد زيادة مساحة دورها، فإن «صابرين» كان لديها رغبة فى إضافة تفاصيل جديدة للشخصية، وعدم التعامل معها باعتبارها شبحاً فى خلفية الأحداث، وتظهر قدرة الممثل على خلق الشخصية من نمط، وهو ما قدمته «صابرين»، سواء بالنسبة للمكياج أو الملابس، وأنا حظى جيد مع الممثلين، وجميعهم فاجأونى بشخصياتهم، سواء ليلى علوى، أو باسم سمرة، أو منة شلبى، فالأمر لا يتعلق بالتغيير فى الأداء، بقدر وجود نظرة أو تفصيلة معينة تخدم الدور والشخصية".
وأضاف خلال حواره لـ"الوطن"، أن ليلى علوى من آخر جيل ممثلات حلم بهن الشباب، ولديهن نجومية من عالم آخر، مثل «يسرا»، ونبيلة عبيد، ودور «شادية» كان فى غاية الأهمية بالنسبة لى، وبالرغم من أنها كانت أكبر سناً من «رفعت» فى السيناريو، فإننى عندما اخترت «ليلى» تغاضيت عن هذه النقطة، مقابل أن تكون هى الفتاة التى حلم بها منذ شبابه، ويعتبرها بعيدة المنال، وكان من المهم أن أشعر فى قدومها إلى بلقاس، رغم أنها مسقط رأسها، أنها مقبلة من كوكب آخر، وتختلف عن تركيبة الناس، وهو ما استطاعت أن تقدمه «ليلى» بسهولة، سواء بملابسها أو حركتها وكلامها، حتى رقصها فى الفرح.وأرجع نصرالله السر وراء التعامل مع الفنان باسم سمرة للمرة السابعة لكونه ممثل قوى وعبقرى، ولديه إمكانيات كبيرة يمكن تطويعها بسهولة، وإذا ارتدى بدلة يصبح «رجل شيك»، وإذا ارتدى «جلابية» يصبح «معلم»، ويقنعك فى كل الأدوار.وقال نصرالله، "إن الشخصيات ومشهد الفرح كانت البداية التى بدأت فى كتابتها بنفسى، بالإضافة إلى مشاهد الطبخ، والنهاية كانت مكتوبة بالفعل، ولكن الأزمة كانت فى مرحلة ما بعد مقتل «عاشور»، وعملت على السيناريو فى البداية مع الكاتب ناصر عبدالرحمن، وتحول الفيلم لعمل سياسى بشكل كبير، وأدخل «رفعت»، و«جلال» السجن، وقادا تمرداً داخل السجن، وكانت العقبة بالنسبة لى فى الأحداث بعد مقتل عاشور، وبالتالى أجّلت العمل على الفيلم، وبالرغم من أن الجو العام للبلد كان يدور فى إطار السياسة فإننى رغبت فى تقديم نقيض هذا الوضع، ثم قدمت «باب الشمس»، و«جنينة الأسماك»، وفى النهاية وجدت أن السينارست أحمد عبدالله يستطيع العمل على أكثر من شخصية معاً، ووقتها الفيلم كان مطروحاً للإنتاج لدى «نيوسنشرى»، ووصلنا للصياغة النهائية بعد الخروج من السياسة، وأثناء ذلك أجّلت الشركة إنتاج الفيلم لرغبتهم فى الاستثمار فى شراء السينمات، ووقتها كنت متوقفاً لمدة 3 سنوات، ولكنى وجدت المشروع ملحاً بالنسبة لى، لذلك عرضت الفيلم على أحمد السبكى، وأنا لدىّ شبه يقين أن الفيلم سيتم تنفيذه من خلاله".وحول الفارق الزمني بين بداية العمل على الفيلم وتنفيذ بشكل فعلي، قال: "وقتها لم أفكر فى تنفيذ الفيلم، ولكن من ناحية الطبخ لا أعتقد الوضع تغير، وأنا لدىّ إيمان تام بأن الوقت المناسب لصنع الفيلم هو قدرته على النجاح فى اختبار الزمن، فهناك أفكار موجودة طوال الوقت، لكن الأفكار الحقيقية هى التى تصمد أمام الزمن، مثل فيلم «باب الشمس»، وما بين قراءة الرواية وتنفيذها مر ما يقرب من 6 سنوات، وبالتالى نجحت فى اختبار الزمن، وهناك أفكار جيدة جداً، ولكن بعد شهور تجدها لا تصلح لفيلم، لأن السينما مصنع أحلام، وأريد من خلالها أن يحلم الجمهور بشىء يخاطب وجدانهم، وما زلت أريد تقديم أفلام جيدة، ما دمت لا أزال على قيد الحياة".
وعن الانتقادات التي تعرض لها الفيلم بسبب ظهور الراقصة والمطرب الشعبي، قال: "كل الكلام المثار حول تأثير «السبكى» وأحمد عبدالله على الفيلم غير صحيح، خاصة أن التعاون مع الكاتب كان قبل التعاقد مع المنتج، والسيناريو كان مكتوباً بشكل كامل قبل عرضه على «السبكى»، أما فيما يتعلق بالراقصة ومحمود الليثى، فكل الأفراح بها مغنى وراقصة، والأغنية كانت موجودة فى السيناريو من البداية، وكان من المقرر الاستعانة بمطرب من مطربى الأفراح الشعبيين فى بلقاس، وبعدها اقترح علىّ «السبكى» الاستعانة بمحمود الليثى من أجل «التريلر»، و«البرومو» الخاص بالفيلم، وترك لى حرية وضعها ضمن أحداث الفيلم، وبعد أن أرسل لى «السبكى» الأغنية وجدتها لطيفة، وقررت أن أضعها فى خلفية مشهد الفرح، ولكن أثناء التصوير وجدنا أن «الليثى» كان مبهجاً بدرجة كبيرة، وأن الفيلم يدور حول البهجة، والمشهد قوبل بتصفيق خرافى فى «لوكارنو»، لأننا سواء شئنا أم أبينا، فهناك بهجة حقيقية وفطرية فى طريقة الغناء التى نتعالى عليها، سواء فى الإيقاع أو الألوان، وهو بالمناسبة فنان جيد وموسيقى جرىء".