غياب الكهرباء فى الإسماعيلية يهدد مستقبل طلاب الثانوية العامة
لم يجد حسام وصديقه أحمد الطالبان فى المرحلة الثانوية فى مدرسة الفاروق عمر فى قرية نفيشة فى الإسماعيلية، أمامهما سوى الشموع يستذكران عليها دروسهما بسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستمر ويومى، وبدا على وجههما الشحوب والإرهاق الشديد.
وأبدى حسام انزعاجه من انقطاع الكهرباء، بصفة يومية عدة مرات، مما شكل عبئاً عليه فى استذكار دروسه، خاصة أنه يفضل المذاكرة ليلا، حيث يقول حسام: «لا نعرف لماذا لا تعلن مواعيد محددة لانقطاع الكهرباء، ويصرف فى مقابل ذلك كشافات إنارة على بطاقات التموين، طالما أن الحكومة هى التى تقطع الكهرباء لترشيد الاستهلاك؟».
ويحلم حسام بالحصول على مجموع كبير فى الثانوية العامة، للالتحاق بإحدى كليات القمة، ولكنه متخوف من أن يحول انقطاع التيار الكهربائى دون تحقيق ذلك، ويضيع حلم أسرته التى تضع عليه آمالاً كبيرة، حيث يحاول حسام التغلب على ظروف الحياة الصعبة، والمذاكرة فى الظلام على ضوء الشموع، ويقول: «انقطاع الكهرباء انتهاك لأبسط حقوق المواطنين فى الحياة، ولكن لن يهزمنى الظلام، وسأواصل المذاكرة على ضوء الشموع حتى أحقق حلم أهلى بالالتحاق بكلية قمة».
حالة حسام ليست الوحيدة فى الإسماعيلية، بل إن بيوتاً كثيرة بها طلبة فى الثانوية العامة تعانى المشكلة نفسها، وتحول انقطاع الكهرباء إلى شبح حقيقى يهدد مستقبل طلاب الثانوية، خاصة مع استمرار انقطاع التيار لساعات طويلة يومياً بحجة تخفيف الأحمال وترشيد الاستهلاك، الأمر الذى دفع عددا من النشطاء للدعوة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى الديوان العام للمحافظة، باستخدام الشموع احتجاجا على الظلام الدامس الذى تعانى منه المحافظة، التى كانت تلقب قديما بباريس الصغرى.
ويقول على عامر هاشم: «استمرار انقطاع الكهرباء أمر غير مقبول، خاصة ونحن فى فترة امتحانات، وهذا يؤثر على مستقبل طلاب الثانوية العامة»، ويقول محمد الحلوس، من أهالى مركز أبوصوير: «الأجهزة المنزلية مهددة بالتلف نتيجة انقطاع التيار المستمر دون إنذار مسبق، وكل ما نطلبه تنظيم عملية فصل التيار وتحديد الساعات التى سيفصل فيها حتى نأخذ احتياطاتنا».
فيما أكدت تقارير رقابية أن الإسماعيلية تعيش فى ظلام دامس، وأن قراها تشهد انقطاعا مستمرا للتيار الكهربائى، خاصة فى الفترة المسائية لمدة زمنية تصل إلى 4 ساعات، وطالب أطباء فى مستشفى الإسماعيلية العام بتخصيص مولد كهرباء جديد يشغل آلياً فور انقطاع التيار، خاصة أن المستشفى يعانى تكرار انقطاع الكهرباء، مما يهدد حياة المرضى خاصة أثناء العمليات الجراحية.
فى السياق نفسه، قال أحمد جبر، رئيس لجنة الكهرباء فى المجلس المحلى السابق: «إن قرار قطع الكهرباء «مركزى» ولا علاقة لشركة الكهرباء به»، واصفا انقطاع الكهرباء بأنه «واجب قومى»، فيما قال مسئول فى شركة كهرباء القناة، رفض ذكر اسمه، إن تخفيف الأحمال مهمة قومية نتيجة زيادة الأحمال الكهربائية فى هذه الفترة، مع ارتفاع درجة الحرارة، وهو أمر حتمى وضرورى.