حال الدولة المصرية الآن.. يصعب على الكافر.
دولة منهكة، تعافر بكل ما أوتيت من قوة لتقف على قدميها، وتحمل على كاهلها شعباً «فيه كل العبر»، ومع ذلك لا يعجبه العجب.
الداخل فى دولاب عمل هذه الدولة مفقود، والخارج مولود، لذا يبدو طبيعياً أن ينأى كل صاحب كفاءة بنفسه.
طبيعى أن يخاف من العمل العام، لأنه حتماً سيصطدم بتقاليد الدولة العميقة، والإعلام سيجرسه، والمواطن سيكنس عليه كل أضرحة الأولياء.
لم يعد «المنصب» مغرياً، لأن كل مؤسسات الدولة تقريباً معطوبة ومرتبكة ومتخمة بالتنابلة، وأصبح المعيار الأساسى لاختيار وزير أو محافظ أو مسئول فى هيئة أو مصلحة حكومية: «أن يوافق على المنصب»، وأن يكون عنوان سيرته المهنية والشخصية: «طيب.. مش فاسد.. بيسمع الكلام».
لذا لا تندهش إذا كان ربع وزراء الحكومة -بالكثير- أكفاء، والباقون «على ما تُفرج»!