تركيا تحت «مقصلة أردوغان»
![الانقلاب العسكري في تركيا](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/12541915031468693782.jpg)
الانقلاب العسكري في تركيا
لم يكد ينتهى ليل أمس الأول، حتى ضرب الفزع أروقة الحكم فى تركيا، لا أحد يدرى ما سيحدث.. إطلاق نار، وتحليق طائرات، ونزول قوات الجيش والدبابات إلى الشوارع، هكذا كان الوضع المحاط بالغموض، البعض يتحدّث عن أنباء وقوع انقلاب على الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، بينما الحكومة تحاول أن تنفى فى البداية قبل أن تجمع شتاتها، وتُدرك حقيقة ما يحدث. لم يكن هناك مفر من مواجهة هذا السيناريو، فقد كانت تحركات «أردوغان» طوال السنوات القليلة الماضية تثير الفتنة وتقود إلى الفوضى وتنشر الانقسامات فى أوساط الجميع، بداية من مؤيديه وحتى الجيش التركى نفسه. فحين اعتلى «أردوغان» كرسى الحكم قبل 13 عاماً، استطاع أن يخلق نموذجاً جديداً لتيار الإسلام السياسى، ودفع البعض إلى اعتباره ممثل الديمقراطية الإسلامية الأمثل التى يجب تطبيقها فى العالم الإسلامى، خصوصاً بعد أن نجح فى تحويل بلاده من دولة متأزمة اقتصادياً إلى إحدى أبرز الدول النامية اقتصادياً، لكن استمراره فى الحكم 10 سنوات كاملة دفعه للتحول إلى التسلط والديكتاتورية، وبدلاً من أن ينجح فى تأسيس أول ديمقراطية إسلامية حقيقية، بدأ فى قمع المعارضة والتضييق على حريات الصحافة واستخدام الشرطة لقمع المتظاهرين، وحتى إثارة الأزمات الخارجية مع دول عدة بسبب أهوائه الشخصية، بعد أن كانت تركيا تتميز بأنها صاحبة نظرية «صفر مشاكل» فى السياسة الخارجية.
رغم فشل الانقلاب.. المحللون يتوقعون مزيداً من الأوضاع السيئة فى البلاد
واليوم، يجد «أردوغان» نفسه فى مأزق جديد، هو الأحدث فى سلسلة الأزمات التى صنعها بنفسه، ورغم فشل هذه المحاولة للانقلاب، فإنه نفسه يدرك أنها لن تكون الأخيرة، بعد أن اعترف صراحة بهذا الأمر فى تصريحاته إثر اعتقال منفذى محاولة الانقلاب، ليضع معه تركيا على طريق الفوضى والخراب، كما يرى ذلك عدد كبير من المحللين والسياسيين فى العالم، بل إن البعض يؤكد أن القادم سيكون أسوأ فى تركيا.