بالفيديو| سكان "مثلث ماسبيرو" عن التطوير: "فلوس إيه اللي عاوزينا ندفعها.. إحنا عايشين بالحسنات"
![صورة أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/980950991462191468.jpg)
صورة أرشيفية
حارات ضيقة لا يعبرها أكثر من شخصين إذا قررا السير متجاوران، ومنازل وتفوح منها رائحة "العطن"، يحيا سكانها على مساهمات الجيران، سواء كانت "أموال" أو "طعام"، في "مثلث ماسبيرو" قرب أفخم ميادين مصر "التحرير"، يعيش أناس لا يرون نور الشمس إلا من "شقوق الحائط".
بحسب صفحة "جمعية تطوير مثلث ماسبيرو" عبر "فيس بوك"، فإن الدولة التي مثلتها "محافظة القاهرة" وصندوق تطوير العشوائيات، أرسلا ورقتين لعرضهما على السكان، تضمنا الأسعار الجديدة للوحدات السكنية التي سيتم تطويرها، وأسعار التعويضات لمن لا يرغب في الاستمرار بالمنطقة، وهو الأمر الذي قالت عنه إدارة الصفحة: "كل الناس بلا استثناء رفضت كل الهبل اللي في الورقتين دول، وأجمعوا على التطوير ودعم التطوير، مش دعم التعويض المادي اللي الحكومة حطاه، وبكده يبقى دعم التهجير بشكل رسمي، وقررنا عدم التعامل مع الدولة مرة أخرى لعدم المصداقية".
في الأزقة وطرقات منطقة مثلث ماسبيرو، لا يعلم سكان العشش -كما يطلق عليها- ما يدور حولهم، أو ما يواجهه بشأن مستقبلهم الغامض وحياتهم في المنطقة، "الناس مش عايزة تمشي من هنا عشان ظروفها تعبانة أوي، والدولة عايزة إحلال وتجديد، والناس هنا بتعيش بفلوس رمزية، عشان مش معاهم"، كلمات قالتها أم حسام، وهي تقف أمام أحد محلات البقالة المتواضعة في المثلث.
تقول أم حسام، إن معظم العائلات التي تعيش في المثلث، تعولها جيرانها بسبب ظروفهم المادية الصعبة، كما أن أغلب الإيجارات في المثلث تتراوح بين 3 و5 جنيهات: "كل اللي نعرفه إن في إحلال وتجديد والناس هترجع تاني، فيه ناس عايشة في بيوتها، وهما داخلين بيتشاهدوا، وهما خارجين بيتشاهدوا، دول لو عندهم مكان أو فلوس كانوا مشيوا من المكان أصلا".
"مساكن زينهم" كانت الحل الذي توصلت إليه أم حسام، حيث طالبت الدولة بمعاملة سكان المثلث أسوة بسكان مساكن زينهم، تقول: "عايزين نتعامل زي ما عملوا مع سكان زينهم لما شالوهم ورجعوهم تاني، وحتى لو هيبنوا 10 بلوكات ويحطوا الناس دي فيها والدولة تاخد الباقي، بس فيه ناس مش معاها وماتقدرش تمشي".
في حارة مجاورة، منازل متراصة يمينا ويسارا، تستند على بعضها كي لا تسقط، حوائط لها شروخ طولها 30 سم، وأخرى ملأتها الرطوبة، حتى أنها أصبحت أشبه بـ"غلاف يحتوي على رمال"، تحدثت السيدة محاسن أحمد مع "الوطن" عن خطة التطوير، وعرض وزارة الإسكان على أهالي المنطقة، وحدات سكنية بـ777 ألف جنيه، شاملة فائدة 7% "تمويل عقاري".
"إحنا عايشين على الـ300 جنيه بتوع معاش الضمان الاجتماعي، والباقي حسنات، البيت اللي واخدينه بندفع عليه 20 جنيه شهريا، وممكن يعدي شهرين مانقدرش ندفع، يعني لو قسط 100 جنيه نقدر عليه، بس ماينفعش نطلع من المكان بتاع أهالينا، أنا جوزي كان أرزقي وعامل عملية في القلب وعنده تليف في الكبد". قالت السيدة محاسن.
الـ4 آلاف القسط الشهري أزمة كبيرة للسيدة محاسن وجيرانها من أهالي المنطقة، تقول: "أجيب منين كل شهر 4 آلاف جنيه عشان التقسيط، أسرق يعني، أنا عندي امد إيدي واشحت ولا إني أسرق، وفي نفس الوقت من مش هينفع اشحت عشان ادفع قسط الشقة".
تتساءل السيدة محاسن: "إزاي الحكومة تُجزر شعبها كده، ده التراب بيتسرسب علينا واحنا نايمين، البيت كله بايظ، حرام اللي بيعملوه فينا ده، إحنا اللقمة بناكلها بالعافية نجيب منين الـ4 الآف جنيه شهريا لمدة 20 سنة أقساط!!".
في المنزل المقابل لها، تجلس أم محمد داخل غرفتها، التي تحتوي على حمام ومطبخ وغرفة معيشة وغرفة نوم في آن واحد، من فوق سريرها تتحدث بصوت خافت: "إحنا قاعدين بالعافية، وعايشين حياتنا كلها تحت رعب وخوف، إحنا بنتشاهد على نفسنا قبل ما ننام، وأول ما نصحي أهل الخير بيساعدونا باللقمة عشان ناكلها".
تتنهد أم محمد، ثم يعلو صوتها شيئا فشيئا، وتقول: "إحنا بندفع 20 جنيه وبنستكترها، والبطانية بتجيلنا من أهل الخير، والشمس بتدخل من الشق بتاع الحيطة بسبب انفجار السفارة الإيطالية، وعملت لون قشرة وماظبطوش أي حاجة".
تضارب الأخبار، وعدم وجود مسؤول حكومي يتحدث لأهالي المثلث عن مستقبلهم في المنطقة، أزمة كبيرة يعيشها الأهالي، يقول طارق المشهور في منطقته بـ"اللورد": "إحنا مش عارفين هما عايزين إيه بالظبط، يعني الحكومة قالت انها مهتمة بالمنطقة، وأنها أغلى قطعة أرض في مصر، والكلام اللي طلع اليومين دول اننا هندفع 5 آلاف جنيه في الشهر عشان ناخد الشقق ماينفعش، ومافيش مسؤول بيطلع يتكلم ويقول أي حاجة، والمنطقة دي حرام تتساب كده، أما تطوروها، وأما تعوضوا الناس بتعويض مناسب".