بروفايل| «شوكان» والكاميرا.. 1000 يوم من الفراق

بروفايل| «شوكان» والكاميرا.. 1000 يوم من الفراق
- شوكان
- الكاميرا
- الحرية لشوكان
- شوكان
- الكاميرا
- الحرية لشوكان
- شوكان
- الكاميرا
- الحرية لشوكان
- شوكان
- الكاميرا
- الحرية لشوكان
بعد مرور ألف يوم، يقف وحيدًا داخل قفص حديدي، وقد فقد كثيرًا من وزنه، يغالب الحزن الذي يعتصر قلبه وظلام الأيام الألف وراء القضبان، والألم الذي يعتصر كبده، ويبتسم في وجوه زملائه من حاملي الكاميرات، يبعث لكاميرته بإشارات الحنين.
1000 يوم من الحبس الاحتياطي على ذمة قضية «فض اعتصام رابعة»، قضاها محمود أبو زيد «شوكان»، ملّت فيها يداه وعيناه، الوحدة، يغفل قليلًا فيستعيد ذكريات الركض خلف لقطة يُلخِّص فيها حدث كبير.
قبل الأيام الألف كان الشاب العشريني خرّيج أكاديمية «أخبار اليوم» يغطي أحداث فض اعتصام رابعة العدويّة في مدينة نصر، هنا كانت الكاميرا على صدره ترقب دقات قلبه، تحصيها، تشد من أزره لالتقاط المزيد من الصور.
في ذلك اليوم، الرابع عشر من أغسطس في العام 2013، افترق «شوكان» والكاميرا، صارا بعيدين، هو في الزنزانة يرتدي ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء، وهي في الخارج تبكيه وتشتاق عدساتها إلى مغازلة أنامله.
قبل ألف يوم كان «شوكان» يغازل عدساته بين الحين والآخر يباغتها بـ«زغزغة»، يمينًا ويسارًا وفي حركات دائرية تتحرك الأصابع مشكلة «اللقطة المناسبة» التي ما أن يحصدها حتى يعيد حبيبته إلى قلبه في طريقه إلى العمل.
في الزنزانة الموحشة يمر شعاع ضوء من النافذة الضيقة مبعثًا الأمل في صدر «شوكان»، في تلك اللحظة يُشكِّل بأصابعه صورة في خياله يضبط زواياها، تختل الصورة، يعيد ضبط زوايا الأصابع مرة أخرى، وما أن يستقر على صورته التي سيدعو أصدقائه لإبداء رأيهم فيها، يضغط بالسبابة فيهوى الإصبع في الهواء، فيتذكر أن الكاميرا لا تزال خارج الأسوار، وأنّه يقبع في السجن.
في غرفة «شوكان» تنتظر الكاميرا النبأ السعيد بالإفراج عنه، تتابع الجلسات الواحدة تلو الأخرى، وتدعو لعاشقها بـ«الحريّة»، تدعو أصدقائه لمؤازرته حتى يرى النور، وترى هي نور عينيه، وتحتضن أنامله من جديد، يركضان معًا.. يضحكان.. يُسجّلان اللحظات السعيدة ويوثقانها.
وفي جلسة اليوم العاشر من مايو 2016، أرسل «شوكان» عبر عدسات زملائه قبلات الحنين إلى كاميرته، على موعد بلقاء جديد خلف القضبان أيضًا في الجلسة التالية في السابع عشر من مايو أيضًا.