الصحفى الذى لا يعرفه الأمن.. والشراشيح

محمد فتحى

محمد فتحى

كاتب صحفي

(1)

جمعيتان عموميتان تاريخيتان جعلتا الأعضاء فى الشارع فى مشهد مهيب..

واحدة للأطباء، والثانية للصحفيين

والسبب واحد: وزارة الداخلية

عزيزى مجدى عبدالغفار.. إن شالله ميرسى

(2)

الشراشيح حاضرون بقوة.. ستقول لى بصوت حمدى بخيت (لواء سابق ونائب برلمانى وخبير استراتيجى بعد الضهر وحبة حاجات تانية): ما أجرموووووش يععععنى. ما بيعبررروا عن رأيهم، إشممممعنى انتوو، وسأرد: ولماذا يعبرون عن رأيهم فى مواجهة آخرين عند النقابة فى حماية الشرطة؟؟ ولماذا ترفع إحداهن شومة فى حضور ضباط وأمناء شرطة؟؟ ألم يجدوا مكاناً آخر يعبرون فيه عن رأيهم بعيداً عن نقابة الصحفيين وصحفييها الذين تحملوا شتائمهم وبذاءاتهم برعاية الشرطة؟؟ أم كان الأمر متعمداً لتحدث اعتداءات واشتباكات وكرسى فى الكلوب؟

بلدى أوى يا مجدى.. ومكررة..

فعلها حبيب العادلى وضربت كام واحدة شرشوحة زميلاتنا وكانت فضيحة..

تحتاج فقط لإعادة قراءة التاريخ، وإدراك حقيقة أن نفس المقدمات تؤدى لنفس النتائج..

(3)

تعرف لو أنهم اجتمعوا فى مكان آخر لرفض ما يقوم به الصحفيون والاعتراض عليه. صاحبى وكفاءة، لكن مخرج المشهد قصد الأمر فى غباء مستحكم، والعداء سيزيد..

ثم إيه حكاية حظر النشر ده حضرتك؟؟

ألا يكفى ضعف قوتهم وقلة حيلتهم، كمان هوانهم على النائب العام؟؟

يا رب حضرتك عارف.. وأنا مش هتكلم كتير.. بس حضرتك عارف.

(4)

شوف يا عزيزى الشرشوح وعزيزتى الشرشوحة..

ما تقوموا به ليس دوراً وطنياً، ولا أكل عيش حتى. بل حلقة فى مسلسل لا ينتهى من الغباء والعبث نتيجة غسيل مخ فى مواجهة كائنات لا تعرفوها اسمها الصحفيين..

تظن أنك تعرف الصحفيين من ظهورهم فى التليفزيون، ولا تعرف (حرقة دم) صحفى، يطفح الكوتة، ليعيش بشرف فى وطن لا يحترم مهنته.

لو درس فى كلية الإعلام، فشتان بين ما يتعلمه من مناهج قديمة بالية، وما يجده على أرض الواقع من تطبيق أخرق للمهنة التى سيطر عليها الديناصورات..

يجاهد الصحفى الذى لا تعرفه ليعيش، هو مثلك تماماً، يظل يبحث عن عمل فى جريدة بعد أن يتخرج. يدور على «اللى يسوى واللى ما يسواش» لكى يأكل لقمة حلال. يرضى بفتات الفلوس انتظاراً لتعيين لا يأتى بسهولة، ويخدعه رؤساء التحرير فى الصحف والمواقع بعد فترة ليقولوا له إن كل المرمطة التى (اتمرمطها) من قبل كانت تدريباً، وإن الجريدة أو الموقع لا يريدانه، وإنه أصبح فى الشارع!!

وإذا تم تعيينه يماطلونه فى التعيين، وفى التأمينات، وفى المرتب الزهيد، وفى موعد (القبض)، وفى إرسال ورقه ليصبح نقابياً، ويرى ما لا عين رأت من المذلة والمهانة، ويضرب الفول والكشرى، وتكون رائحته وهو يقبل يد أمه فراخ مشوية أكلها بالشراكة مع أصدقائه يوم القبض، وهو لا يقبل الإهانة، ولا الإعانة، تأسره كلمة: «تسلم إيدك»، ويعصر على نفسه لمون الدنيا والآخرة وهو يرى رئيس تحريره يقبض عشرات الآلاف ويماطله فى 200 جنيه، ويموت لو داس أحد على كرامته!!

الصحفى الحر قد يتحمل غلاسة رؤسائه، ورخامة الـHR، وتأخر المرتب الزهيد، وتوجيهات صاحب العمل، ومواءمات السياسة وصداقات مالك الصحيفة أو رئيس التحرير، وعلاقاتهم بالسلطة أو النظام أو رجال الأعمال، قد يتحمل تعب العمل فى أكثر من مكان لا يقدره ويستغنى عنه فى أى وقت بحجة تخفيض النفقات التى أساءت القناة استخدامها فى شراء مسلسلات تافهة، وسيصل الليل بالنهار فى عمله دون أن ينتظر مكافأة طالما يحب عمله الذى يجعله يتحمل وضع كفنه على يده أثناء التغطيات الصحفية الخطيرة، وكونه هو الآخر يمكن القبض عليه بسهولة فى بلد لا يحترم الصحافة، بل ويعرف بعضهم أنه قد يموت ولن ينعيه أحد وبكتيره سيتحول إلى جرافيتى على النقابة، لكنه لا يتحمل أن يهان، أو يحاول أحد كسره.

الصحفى يا أستاذ شرشوح ويا شرشوحة هانم ويا لجان إلكترونية رخيصة لا تناقش بل تشتم وتسب الصحفى أو الكاتب وتشكك فى نواياه منتقدة حرية تعبيره وتاركة لنفسها فرصة حرية الشتيمة، هو عين الناس الغلابة، صوت من لا صوت له، عكاز من لا ظهر لهم، كاشف الحقيقة التى يهرب الناس منها، وليس على راسه ريشة، والصحفى المحترم النظيف المهنى لا يحترم ولا يحب أى صحفى فاسد أو سبوبجى، ولكنكم لا ترون إلا ما يريد لكم سادتكم وغاسلو أمخاخكم أن تروه.

الصحفى الحر الشريف ليس ملاكاً، لكنه ليس شيطاناً، يخطئ ويصيب، ويعاقب، لكنه لن يحترمك إذا لم تحترمه أياً كان منصبك، ولن يدعك ترهبه أياً كان مبررك، ولن يعبأ بتهديدك أو شتيمتك لأنه يعامل ربنا ولا يعامل شراشيح..

تاخد تانى؟؟

(5)

أعتقد الآن أن الرسالة وصلت..

نعم لدينا أخطاء، وسيعاد تنظيم البيت من الداخل، وسنحل مشكلاتنا بأنفسنا، لكن بعد أن يفهم الجميع أننا ضد الكسر، وأن #الصحافة_ليست_جريمة