"سلام ونعمة".. "أبليكيشن" يسمح للقساوسة بمتابعة الأنشطة الروحية لأبناء الكنيسة

كتب: سارة سعيد

"سلام ونعمة".. "أبليكيشن" يسمح للقساوسة بمتابعة الأنشطة الروحية لأبناء الكنيسة

"سلام ونعمة".. "أبليكيشن" يسمح للقساوسة بمتابعة الأنشطة الروحية لأبناء الكنيسة

افتقدوا وطنهم بعدما تغربوا عنه وهاجروا آملين في حياة أفضل، إلا أن افتقادهم الأكبر كان في "كنيستهم".. القداسات، الألحان، الافتقاد، مدارس الأحد، الخدمة، ذلك الدفء الذي شبّوا عليه ليجدوا بعدها عالم مختلف عن ذلك الذي عايشوه في مصر، كان عليهم التكيف عليه بعدما حملوا لقب "أقباط المهجر"، فكان الحل كما اعتادوا أن يبدأوا ويختموا "سلام ونعمة".

"سلام ونعمة".. تطبيق مسيحي يتبع إذاعة "أقباط العالم"، التي أسسها مجموعة من "الخُدام" وهو اللفظ الذي يتداوله المسيحيون في إشارة منهم على شباب وأبناء الكنيسة، الذين يباشرون ويتابعون فيها أنشطة مختلفة كتعليم الأطفال في "مدارس الأحد" أو تحفيظ الألحان، وغيرها من الأنشطة الكنيسة المختلفة.

الحنين الذي افتقده بعض شباب أقباط المهجر في كاليفورنيا، كان الدافع إلى استغلال الشبكة العنكبوتية في استحضار تلك الروح في حياتهم الجديدة بعيدا عن أوطانهم، كما وضح بيتر توفيق، أحد الخُدام المسؤولين في خدمة "Copt4g"، وكما عرفّها "خدمة مسيحية قبطية أرثوذكسية، لا تتبع كنيسة واحدة من خدام المهجر، موجهة لكل أقباط العالم".

تحفيظ الألحان القبطية هو أكثر ما افتقده هؤلاء الخدام، حيث تنتشر هذه الخدمة في الكنائس المصرية، ويعتاد الأطفال على حفظها خلال انتظامهم على الحضور للكنيسة ومدارس الأحد، وهو الأمر الذي لم يجده في أمريكا، خاصة، وأن بعض الولايات هناك لا توجد بها كنائس، لذا بدأوا خدمتهم التي انطلقت منذ ما يقرب من العام، بتحفيظ الألحان عن طريق فيديوهات على موقع "يوتيوب" باللغة الإنجليزية، لم تقتصر لأقباط المهجر فقط، لذا تم ترجمتها للعربية وإصدار جميع الفيديوهات باللغة العربية، لأنه وفقا لتوفيق، فإن قطاع كبير من متابعي الخدمة وتطبيقاتها من مصر.

بعد فيديوهات تحفيظ الألحان القبطية، أطلق شباب خدام "Copt4g"، الذين تتراوح أعمارهم العقد الثالث، موقعهم الإلكتروني، ثم أطلقوا الإذاعة التي تبث عبر الإنترنت تحت اسم "إذاعة أقباط العالم"، ثم مشروعهم الثالث وهو تطبيق "سلام ونعمة" على الهواتف الذكية، والذي يستهدف تنمية الحياة الروحية للإنسان المسيحي ومتبعاتها معه بشكل منتظم يهدف لتقييمها وتطويرها.

يضم التطبيق كل ما يخص الحياة الروحية للمسيحي، من قراءة الإنجيل والمزامير ومشاهدة الأفلام الدينية، وتعليم الألحان والإرشاد الروحي، إلى جانب خدمات يومية كإرسال آيات للمشتركين ومعرفة أخبار الكنيسة الأرثوذكسية، وغيرها من الخدمات التي تتاح عبر التطبيق لمتصفحيه، الذين لا يكلفهم سوى إنشاء حساب عليه ببريدهم الإلكتروني فقط.

"الإرشاد الروحي".. واحدة من أهم خدمات تطبيق "سلام ونعمة"، يسعى لتنمية الحياة الروحية من خلال المتابعة، فيقول توفيق إن هذه الخدمة يمكن استخدامها عبر طريقتين، أولهما من خلال الأب الكاهن الذي يتابع معه المستخدم، إذا كان من المهتمين بالتكنولوجيا، فيمكن للكاهن متابعة الحياة الروحية للشباب من خلال كود، يوضح له من خلال جدول بسيط مرات التناول والاعتراف والقراءات وغيرها من الأنشطة الروحية.

وفي حالة إذ ما كان الكاهن من غير المهتمين باستخدام التكنولوجيا والإنترنت، فيمكن للشباب تدوين أنشطتهم وملاحظاتهم وكل ما يودون مناقشته أو السؤال عنه من خلال التطبيق، مع سرية تامة لما يتم تدوينه، لتبادل الحديث حوله مع الأب الكاهن في وقت لاحق، حتى لا ينسوه أو يتغافلون عنه، حيث يعمل التطبيق على تذكير مستخدمه بتوقيتات الصلاة وقراءة الإنجيل، واستخدام باقي الأنشطة الروحية المتاحة عليه.

شباب من مختلف الدول جمعتهم الخدمة الروحية، كما يقول بيتر، من كاليفورنيا وكندا وأستراليا ومصر، مسؤولون عن الخدمة بشكل تطوعي من الألف للياء، فيقول "إحنا بدأنا من كاليفورنيا، ومعانا شباب من دول كتير، وكل خدمة ليها ناس متبعاها بانتظام، ومعانا مبرمجين بيساعدونا وهما في مصر، ومبرمجين مسلمين بيساعدونا من تركيا".

وكما تتكلف هذه الخدمات وقت ومجهود كبير، تتكلف ماديا أيضا، إلا أنها قائمة كليا على الجهود الذاتية للمسؤولين في الخدمة، "دي خدمة روحية، إحنا متكفلين بيها، ومبنقبلش تبرعات، أهم حاجة كلمة ربنا توصل والشباب يتابع ويقرب من الكنيسة، وتنمو حياته الروحية، وكل هذا لا يحتاج مقابل".

 

 


مواضيع متعلقة