زوجة ضحية التعذيب: الحكم فى جلسة الاستئناف تأجل بعد نشر الفيديو.. ولو تنازل زوجى «مش هيسيبونا»
بوجه منهك وإرادة حديدية، جاءت «رشا. م»، زوجة ضحية فيديو التعذيب فى قسم المقطم، إلى مقر «الوطن»، لتروى القصة كاملة، لما تعرض له زوجها من حفل تعذيب فى القسم، غير مبالية بأى عواقب يمكن أن تحدث، المهم أن تنقذ زوجها.
«رشا» ثلاثينية العمر، جاءت حاملة على كتفها «أدهم»، الذى لا يزيد عمره على 6 أشهر، وهو ثمرة زواجها بمحمد، بالإضافة إلى «شهد» ذات الـ6 سنوات، بعدما «داخت» لمدة يومين حتى تصل لمقر الجريدة، فهى لا تعرف القراءة والكتابة، لكنها تعرف أن هناك من سجل لحظات تعذيب زوجها، فقررت البحث مهما كان المجهود، لكى تقول الحقيقة كاملة.
تكشف «رشا» عن أن زوجها محمد قد يكون ذا «ماضٍ»، لكنها وافقت على الزواج منه بعد أن تاب وقرر أن يكون زوجا صالحا وأبا مسئولا وقد كان. لكنهم لم يتركوه فى حاله، كما تقول «ما سابوناش فى حالنا، وكل مصيبة يجيبونا فيها، والدليل آخر قضية اتلفقت لينا أنا وهو، بسبب خناقة بين 2 اخوات على ميراث».
رغم صعوبة الموقف، فإنها متمسكة بحق عائلتها الصغيرة فى الحياة، وحق شقيق زوجها أيضا فى أن يحاسَب مَن عذبه هو الآخر، و«الوطن» تنشر صور التعذيب التى تعرض لها أحمد شقيق محمد، وصُورت أثناء عرضه على النيابة.
* كيف عرفتِ بخبر نشر فيديو التعذيب وأن الضحية الذى به هو محمد زوجك؟
- لم أكن أعرف ذلك؛ لأنى «مش بعرف فى الكمبيوتر»، لكن فى يوم ترحيل محمد لقسم الخليفة وجدنا 4 ضباط ومجموعة من أمناء الشرطة قالوا له إحنا عايزين نتكلم معاك، وحكوا له عن شريط الفيديو المصور له وهو بيضرب.
* ماذا طلبوا منه بعد ذلك؟
- قالوا له المأمور بتاعنا ويا ريت نلم الموضوع، وتقول إن الفيديو مش حقيقى وإنه مفبرك، ومحمد رفض.[Quote_1]
* ما القضية المتهم فيها محمد؟
- كان هناك أخان يتشاجران يوم 21/3/2011 بسبب الميراث، وجاءت الشرطة وقبضت علينا جميعا، وقد كنا أنا ومحمد موجودين بالصدفة فى المكان.
* لماذا يقبض عليكما وأنتما لم تفعلا شيئا؟
- زوجى معروف عندهم، وكان عليه قضايا زمان، لكنه تاب ومشى بما يرضى الله بعد ما اتجوزنا وخلفنا.
* ما طبيعة الاتهام الذى وُجه لكما؟
- بلطجة وحمل سلاح.
* هل صدرت ضدكما أحكام قضائية؟
- اتحكم علينا غيابى بالسجن سنة، فى قضية البلطجة، وفى قضية السلاح أخذنا براءة، وطلعنا بكفالة 1000 جنيه، وبعت «عفش بيتى» علشان أدفع المبلغ ده لمحمد، علشان يتابع الاستئناف، وبالفعل خرج، ويوم 25 ديسمبر الماضى كان ذاهبا لحضور جلسة الاستئناف، وحصل اللى حصل فى قسم المقطم.
* هل جاءتك أى ردود فعل بعد نشر الفيديو؟
- تانى يوم كان المفروض يصدر الحكم فى قضية الاستئناف: إما الحكم وإما البراءة، ولكن ما حدث أنه تأجل النطق بالحكم إلى يوم 28، وهذه علامة استفهام كبيرة وممكن أفهم منها إنها وسيلة ضغط لتسوية الموضوع، وعندما سألت عن السبب فى التأجيل، قال لى أحدهم «الموضوع ده جاى من فوق»!
* إذا كان محمد تاب والقضية ملفقة.. فلماذا عذبوه بهذه الطريقة؟
- لأنهم عارفين هو إيه ومش هينفع إنهم يتكلموا معاه بطريقة مش كويسة، وهو مش بيقبل الإهانة أو الشتيمة، فعملوا كده علشان يكسروه، وعلشان يعرف إنه ممكن يضّرب ويتهان ويتعذب لو ما نفذش كلام الباشا.
* هل حاول أحد التواصل معك أو مع المحامى؟
- المأمور جاب محامى، والمحامى بتاعنا اتنازل، لأنهم هددوه إنهم لن يتركوه، وهمّ شلة كبيرة: المأمور، وظابط اسمه شادى الشاهر، وأمين شرطة اسمه أمير الحصرى، وعلى فكرة أمين الشرطة ده محكوم عليه بـ5 سنوات سجن غيابى، ومع ذلك ما زال يعمل فى الشرطة.
* هل زرتِ محمد بعد نشر فيديو التعذيب؟
- لا، لأن «ما ينفعش أروح القسم لو رحت هياخدونى»، وأنا أربى أبناء شقيق زوجى «أحمد» المحتجز حاليا، بالإضافة إلى عدم وجود من يراعى ولدىّ لو قبضوا على، وهم بالفعل هددونى بالاعتقال فى لحظة بعد نشر الفيديو.
* هل صدرت ضدك أى أحكام قضائية من قبل؟
- لا، أنا عمرى ما كنت مسجلة ولا دخلت قسم فى حياتى إلا لاستخراج البطاقة، وبعدين اتاخدنا ظلم فى قضية البلطجة، ست وجوزها بيبلطجوا ازاى على الناس ومعاهم أولادهم؟
* كيف يستطيع محمد أن يتكلم معك من داخل الحجز؟
- هم سايبين الموبايل معاه علشان يسترضوه انه يتنازل، وعرضوا عليه فلوس وقال لهم: «لا أنا مش بتاع فلوس».
* هل تعتقدين أن محمد يمكن أن يتنازل بعد الضغط عليه؟
- لا أبدا، محمد عنده مبدأ ولو اتنازل مش هيسيبونا.. أنا قلت له كده، فما يحدث لنا اليوم أسوأ من عصر مبارك؛ فالإخوان خربوا البلد واللى بيحصل فينا مالهوش أى علاقة بالكلام الكتير اللى سمعناه أيام الانتخابات والثورة.
أخبار متعلقة:
ضحية «أول تعذيب فى النظام الجديد» يتعرض لانتهاكات وحشية.. وترحيله إلى «مكان مجهول»
المأمور ابتزنى لأكذِّب «الوطن» وأدَّعى أن الفيديو مفبرَك مقابل «فلوس»