حصاد دار الإفتاء في 2012.. إصدار نصف مليون فتوى وتتويج المفتي كأحد أكثر الشخصيات المؤثرة بالعالم

كتب: وائل فايز

 حصاد دار الإفتاء في 2012.. إصدار نصف مليون فتوى وتتويج المفتي كأحد أكثر الشخصيات المؤثرة بالعالم

حصاد دار الإفتاء في 2012.. إصدار نصف مليون فتوى وتتويج المفتي كأحد أكثر الشخصيات المؤثرة بالعالم

أصدرت دار الإفتاء تقريرا سنويا عن أدائها وإنجازاتها عام 2012، يتضمن إصدار حوالي نصف مليون فتوي متنوعة بين شفهية تقدر بحوالي 116115 فتوى، وهاتفية تقدر بحوالي 203938 فتوى، و150213 فتوى عن طريق الإنترنت، في حين بلغت الفتاوى الموثقة حوالي 1542 فتوى، ليصل إجمالي الفتاوى 471808. وشملت الفتاوى كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة، والأحداث الراهنة التي يمر بها العالم الإسلامي، مثل حمل السلاح بدون ترخيص، وضحايا أحداث بور سعيد، وحكم ظاهرة البلطجة، والمماطلة في تسليم الإرث، ونفي النسب، وحقوق المطلقة قبل وبعد الدخول، وإخراج زكاة المال أدوية للفقراء، وزكاة مال القصر، وأذون الخزانة. وسعت الفتاوى إلى إبراز الصورة الحقيقية للإسلام في العالم الغربي، من خلال حملتها التي أطلقتها عقب نشر الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام وللنبي صلى الله عليه وآله وسلم، بهدف تعريف الغرب بعظمة الإسلام ونبيه، وتغيير الصورة النمطية المشوهة لديهم عن الإسلام والنبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولاقت الحملة، التي وصلت إلى أكثر من 70 دولة، تفاعلًا كبيرًا من وسائل الإعلام الغربية، حيث قامت عددا من الصحف الغربية بنشر عدة مقالات، لفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، على رأسها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، و"لوفيجارو" الفرنسية، والموقع والمجلة الرسمية للأمم المتحدة، كما قامت شبكة "CNN" الأمريكية، ووكالة أسوشيتدبرس بإجراء حوارات مصورة مع المفتي، في إطار حملة التعريف بالإسلام، وبالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغرب. وطالب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، الأمم المتحدة والدول الغربية، بإصدار قانون يجرم التحريض على الكراهية وازدراء الأديان، كما طالب وسائل الإعلام الغربية بالتواصل مع المؤسسات الإسلامية الرسمية الوسطية، المعتمدة عند نقل ما يخص الإسلام. كما أطلقت دار الإفتاء، خلال العام، عدة مبادرات منها: "تخصيص يوم عالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مع حملة ملصقات في مترو نيويورك، للتعريف بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن دار الإفتاء أطلقت موقع باللغة الإنجليزية، للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم، وموجه بالأساس إلى أمريكا وأوروبا والغرب. وحول مردود حملة دار الإفتاء المصرية للتعريف بالإسلام وبنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في الغرب، أشار التقرير إلى أن الحملة لاقت نجاحاً وتفاعلًا كبيراً في وسائل الإعلام الغربية، حيث تردد صدى دار الإفتاء وذكر اسمها في أكثر من 70 دولة حول العالم، ما بين أخبار ومقالات وحوارات ولقاءات تلفزيونية وبيانات صحفية، وأبرز هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وانجلترا، وكندا، وإيران، وألمانيا، وإندونيسيا، والصين، والهند، والمغرب، وماليزيا، وروسيا الاتحادية، وتركيا، واليمن، وأيرلندا، وسويسرا، وغيرها من بلدان العالم وعواصمه المختلفة، ليبلغ مجموع ما نشر عن دار الإفتاء والمفتي في الصحف ووكالات الأنباء ومواقع الانترنت، باللغة العربية والإنجليزية، نحو1034 خبر ومادة رأي. وضمن دورها المجتمعي، قامت دار الإفتاء عبر مركزها الإعلامي، بعمل صياغة صحفية لعدد من الفتاوى، الخاصة بالقضايا والأمور المجتمعية، التي تتعلق بحياة المصريين، وكذلك الفتاوى المتعلقة بالعبادات الخاصة بشهر رمضان، ومناسك الحج لتوضيح ما قد يختلط على الناس في تلك المواسم المباركة في أمور دينهم. وكانت من أبرز الفتاوى، ما تعلق بأحكام الصيام في شهر رمضان، وكذلك الفتاوى المتعلقة بمناسك الحج، وبعض الفتاوى المجتمعية مثل تحريم حمل السلاح غير المرخص والاتجار به، وتحريم احتكار بيع اسطوانات الغاز وبيعها بأسعار مبالغ فيها، وكذلك تحريم بيع الدقيق والسلع المدعمة، ورشوة الموظفين، وبيع أدوية التأمين الصحي في السوق السوداء، وجواز دفع الزكاة للإفراج عن المسجونين في قضايا الديون، وتحريم الضرب المبرح للتلاميذ، وغيرها. وذكر التقرير السنوي، أن الأمم المتحدة أشادت بمجهودات دار الإفتاء في نشر السلام ونبذ التعصب، ووضعتها ضمن قائمة المؤسسات العلمية والأكاديمية الأكثر تأثيراً في العالم. كما عقدت دار الإفتاء اختبارات القبول في برنامج إعداد المفتين عن بعد، والتي ينظمها مركز إعداد المفتين بدار الإفتاء المصرية، حيث تقدم للاختبار فيها 300 شخص، بينهم 12 سيدة، ويستمر البرنامج التدريبي لثلاث سنوات، لدراسة المقررات الشرعية، بالإضافة إلى العلوم المجتمعية والاقتصادية المفيدة في مجال الفتوى، ويتخصص في شعبتين هما: الأسرة والمجتمع، والمعاملات المالية، لتكون المرة الأولى في التاريخ، التي يتم فيها تخريج متخصصين في الفتوى في مجال معين كالاقتصاد والأمور المجتمعية. وعلى الصعيد الدولي، أشار التقرير، الصادر عن دار الإفتاء، إلى قيام الدكتور إبراهيم نجم مستشار فضيلة مفتي الجمهورية، بجمع ما يزيد عن عشرة آلاف توقيع من الجالية الإسلامية بنيويورك، لتقديمها للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وللخارجية الأمريكية، بهدف الضغط الشعبي والدبلوماسي على حكومة مينامار لوقف المذابح ضد الأقلية المسلمة هناك. وشاركت دار الإفتاء في يناير 2012، في فاعليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، بمدينة دافوس السويسرية، حيث ألقى الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية كلمة الدار، في المنتدى حول إنجازات واستحقاقات الثورة المصرية، بعد مرور عام على الشرارة الأولى، التي انطلقت يوم 25 يناير الماضي، كما عرض لتجربة دار الإفتاء المصرية، في التواصل وبناء الجسور مع الأديان والثقافات حول العالم. ولفت التقرير إلى تبرع فضيلة المفتي بمبلغ مليون جنيه من مؤسسة مصر الخير، الذى يتولى رعايتها، لمشروع الوقف الخيري الذي قام بافتتاحه، بجامعة قناة السويس، ووصلت حصيلة أول أيام التبرعات لهذا الوقف 3 مليون جنيه. كما منحت جامعة أسيوط، الدكتور علي جمعة، في يونيو 2012، درجة الدكتوراه الفخرية، باعتباره أحد أهم الشخصيات المصرية المؤثرة في تفعيل منظومة العمل الخيري والتطوعي، لتنمية المجتمع ونشر ثقافة البذل والعطاء، من أجل تنمية المجتمع المصري، كما تم اختيار المفتي ليكون في المرتبة 14 بين الشخصيات الـ 500 الأكثر تأثيرًا في العالم، فضلا عن انضمام المفتي، في يوليو 2012، إلى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حيث اختاره الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للانضمام لأعضاء الهيئة المكونة من أربعين عالمًا ومفكرًا. وأضاف التقرير أن مجلسي جامعتي عين شمس وبني سويف، وافقا بالإجماع على اختيار مفتي الجمهورية، للانضمام إلى عضوية مجلسي الجامعتين، تأكيدًا على جهوده الحثيثة في المجالات العلمية والفكرية والبحثية والخيرية المختلفة. وأشار التقرير الختامي السنوي لدار الإفتاء المصرية، إلى أن الدار نجحت داخلياً من خلال تلبية أكبر قدر ممكن من الاستفسارات، مما ينم عن جهد كبير وتفانٍ في العمل، من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، وأنها نجحت في القيام بدورها العالمي، وحققت أعلى درجات التواصل والتعاون، مع القيادات والرموز على المستوى الديني والثقافي والأكاديمي، دون النظر إلى طائفة معينة أو دين معين، من خلال لقاءات متعددة مع وفود من بلاد عربية وأجنبية. والتقى المفتي بالعديد من السفراء لدول مختلفة غربية وعربية، لبحث سبل التعاون حكوماتها مع دار الإفتاء، كما التقى بوفود من دول عربية وأوروبية مسلمين ومسيحيين، لدعم التواصل والترابط. وقام فضيلة المفتي بزيارات خارجية، كان في مقدمتها جولته بالقدس الشريف والمسجد الأقصى، في زيارة علمية لافتتاح كرسي الإمام الغزالي بالقدس، الذي تشرف عليه مؤسسة آل البيت الأردنية، وهو أحد أمنائها في الكراسي العلمية، بالإضافة إلى البعد الديني في الزيارة وهو الصلاة في المسجد الأقصى. وشارك المفتي في أعمال مؤتمر "النهضة العربية والسلام في الشرق الأوسط" بتركيا، بحضور رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وأكثر من 200 رجل فكر، وشخصيات دينية إسلامية ومسيحية من 19 دولة، من المنطقة العربية وشمال أفريقيا، وناقشوا العلاقات الإسلامية المسيحية، والرؤية المشتركة من أجل المستقبل. يضاف إلى ذلك، المشاركة في عدة مؤتمرات وفعاليات دولية، منها الدورة العشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي، التي عقدت في مدينة وهران بالجزائر، وزيارة المفتي للأردن، لعقد سلسلة من اللقاءات المشتركة مع الجانب الأردني، وبحث سبل التعاون بين الجانبين، وزيارته للإمارات للمشاركة في الاحتفالية العلمية الكبرى لكلية الدراسات الإسلامية، بجامعة الشيخ زايد، بمناسبة بدء المرحلة الثالثة من برنامج تدريس أصول الفقه الإسلامي وعلومه بمرحلة الدراسات العليا.