معارك عنيفة بين الشرطة بالمنيا بعد استشهاد "معاون المباحث".. وقوات الأمن تهدد بـ"الإضراب المفتوح"
شهد حى أبوهلال، جنوب مدينة المنيا، اشتباكات عنيفة ومعارك كر وفر وتبادلا لإطلاق النار بين أفراد عائلتين وعناصر من الشرطة، حاصروا المنطقة لإلقاء القبض على المتهمين بإطلاق النار على قوة من مباحث قسم شرطة المنيا، مما أدى لاستشهاد الضابط الحسن الشريف أحمد محمد عبدالجواد، معاون مباحث، وابن قيادى فى جهاز الأمن الوطنى، وإصابة الرقيب رجب أحمد إبراهيم بطلق نارى، وتم نقله للمستشفى فى حالة حرجة.
الحياة بحى أبوهلال أصيبت بالشلل التام، وحاصر أفراد الشرطة الغاضبون المنطقة، ومنعوا جميع المواطنين من الدخول أو الخروج، وتم تحويل مسار السيارات إلى الشوارع الفرعية.
كما قطع المئات من أفراد الشرطة الطريق وتظاهروا أمام بندر المنيا، وحطموا عدداً من المحلات القريبة من القسم، وهدودا بالدخول فى إضراب مفتوح، احتجاجاً على استشهاد الضابط، وإصابة الرقيب، أثناء فحصهما بلاغ مشاجرة بمنطقة أبوهلال.[Image_2]
وصرح مسئول المركز الإعلامى الأمنى بأن واقعة استشهاد النقيب الحسن الشريف أحمد محمد، وإصابة الرقيب السرى رجب أحمد إبراهيم، خلال تعاملهما مع أطراف مشاجرة استخدمت خلالها أعيرة نارية بمنطقة أبوهلال، بدائرة قسم شرطة المنيا، أثارت استياء وغضب عدد من رجال الشرطة بمديرية أمن المنيا لفقدهم أحد زملائهم وإصابة آخر؛ حيث تجمعوا بالمنطقة محل المشاجرة معربين عن غضبهم، الأمر الذى أدى لحدوث بعض المشاحنات والتداعيات.
وأكد عدد من أعضاء ائتلاف أفراد الشرطة بالمنيا أنهم معتصمون بالحى لحين إلقاء القبض على جميع المتهمين المتورطين بقتل الضابط وإصابة الرقيب.
اللواء أحمد سليمان، مدير أمن المنيا، دفع بسيارات الأمن المركزى للسيطرة على الوضع المتدهور، خاصة بعد أن استدعى أفراد الشرطة زملاءهم من باقى المراكز، ووقع تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، نتجت عنه إصابة طفلة.
الغاضبون من الشرطة أضرموا النار بـ4 منازل للمتهمين بقتل زميلهم، وحطموا محتوياتها، فيما تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق.
وبعد معارك كر وفر عنيفة تمكنت سلطات الأمن من إلقاء القبض على 2 من المتهمين وتم تسليمهما إلى قسم الشرطة.
بعض أفراد الشرطة فى تصريح خاص لـ«الوطن» هددوا بالدخول فى إضراب مفتوح عن العمل فى حالة عدم الثأر للقتيل والانتقام له.
وقال عدد منهم: إن الشهيد كان طيب القلب، ويتسم بحسن الخلق والتواضع ويلاقى قبول واستحسان ضباط وأفراد الشرطة معاً، وإنه مخلص فى عمله ويتفانى فيه وهو مثال للضابط المثالى.
وروى بعضهم عملية استشهاد الضابط، عندما تبلغ قسم شرطة المنيا أمس بحدوث مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية بأبو هلال غرب، وعلى الفور انتقلت قوة وعلى رأسها الملازم أول عمار أحمد عبدالجواد، 25 سنة، نجل القيادى بالأمن الوطنى، بالإدارة الرئيسية بالقاهرة، وبصحبته الرقيب رجب أحمد إبراهيم، 41 سنة، وعدد من أفراد الشرطة، بمباحث القسم، إلى مكان حدوث الواقعة لفحص البلاغ.
وتعرضت القوة لإطلاق أعيرة نارية بصورة كثيفة، أثناء وصولها لشارع المجرى المتفرع من شارع عمارة الجباص بذات الحى، مما تسبب فى إصابة الأول والثانى بطلقات نارية بأجزاء متفرقة من الجسم، وانتقلت قوات من الأمن المركزى والشرطة، وسيطرت على الموقف بعد أن حاصرت الحى، وتم نقل المصابين إلى مستشفى المنيا الجامعى لسرعة إسعافهما.
وفى تمام الساعة الثامنة من صباح أمس استشهد الأول متأثراً بإصابته، وفور علم أفراد الشرطة تملكهم شعور الغضب وقطعوا الطريق متظاهرين أمام القسم مطالبين بالقصاص للشهيد، ثم انتقلوا إلى ميدان المحطة القريب وحطموا واجهات المحلات، رافضين الانصراف من المكان حتى يُقتص للشهيد.
انتقلت القيادات الأمنية وعلى رأسها اللواء أحمد سليمان، مدير الأمن، إلى مكان الواقعة، وانتقل عدد قليل من الغاضبين إلى مستشفى المنيا الجامعى للتظاهر هناك، فيما أصر الباقون على مواصلة التظاهر حتى يقتص لروح الشهيد.
العميد أحمد رستم، مأمور قسم شرطة المنيا، تلقى بلاغاً من مستشفى المنيا الجامعى يفيد بوصول كل من عمار أحمد عبدالجواد، 25 سنة، ملازم أول بمباحث قسم المنيا، وهو مصاب باشتباه ما بعد الارتجاج وفتحة دخول وخروج طلق نارى بالصدر، وبالجانبين الأيسر والأيمن من البطن، ورجب أحمد إبراهيم، 41 سنة، رقيب شرطة بمباحث القسم، وهو مصاب بطلق نارى بالجانب الأيمن من الكتف.
بالفحص تبين أنه أثناء القيام بفض مشاجرة بأبوهلال أصيب المذكوران، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 27199 جنح قسم المنيا وفى اليوم الثانى للحادث استشهد المصاب الأول متأثراً بإصابته.
وبحسب مصادر أمنية، فإنه تم تسليم جثمان الضابط الشهيد إلى والده الذى يعمل نائب جهاز الأمن الوطنى، لنقله إلى مسقط رأسه بمركز ديروط، بمحافظة أسيوط، ومن المقرر أن يشيع جثمانه فى جنازة عسكرية.